لا يزال التعادل السلبي يفرض كلمته على مجريات اللقاء الذي يجمع بين المنتخب المصري ونظيره الأنجولي، وذلك بعد انقضاء النصف ساعة الأول من المباراة المقامة حالياً على أرضية ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية. وتأتي هذه المواجهة في ختام منافسات دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، حيث يسعى الفراعنة لكسر صمود الدفاع الأنجولي وهز الشباك في هذه الأمسية الكروية.
وشهدت الدقائق الماضية تبادلاً للهجمات بين الطرفين، حيث بادر المنتخب الأنجولي بتهديد مرمى الفراعنة عند الدقيقة العاشرة، حينما أرسل شيكو بانزا تمريرة عرضية زاحفة من الجانب الأيسر، استقبلها إسميفانيو كيالوندا بتسديدة قوية من قلب منطقة العمليات، لكنها علت العارضة بقليل. وفي المقابل، جاء الرد المصري بحلول الدقيقة العشرين عبر ركلة ركنية نفذها محمود صابر ببراعة، لتجد رأس المدافع حسام عبد المجيد الذي ارتقى لها مستغلاً تمريرة خلفية مزدوجة من زميله مصطفى محمد، إلا أن كرته الرأسية ضلت طريقها ومرت فوق المرمى.
ويدخل المنتخب المصري هذه المباراة بأعصاب هادئة بعد أن ضمن رسمياً تواجده في ثمن نهائي البطولة، متربعاً على قمة المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة (6 نقاط)، في حين يقبع المنتخب الأنجولي في موقف لا يحسد عليه برصيد نقطة يتيمة حصدها من تعادله السابق مع زيمبابوي، مما يجعله يتمسك بالأمل الأخير. وقد فضل الجهاز الفني للفراعنة الدفع بتشكيلة يغلب عليها التغيير، حيث يحرس العرين مصطفى شوبير، وأمامه خط دفاعي مكون من أحمد عيد، محمد إسماعيل، خالد صبحي، حسام عبد المجيد، وأحمد فتوح، بينما يقود خط الوسط الثلاثي مهند لاشين وإبراهيم عادل ومحمود صابر، مع الاعتماد هجومياً على صلاح محسن ومصطفى محمد.
وعلى مقاعد البدلاء، يحتفظ المنتخب المصري بأوراق رابحة من العيار الثقيل تحسباً لأي طارئ، حيث يتواجد قائد المنتخب محمد صلاح، والمتألق عمر مرموش، ومحمود تريزيجيه، وإمام عاشور، إلى جانب الحارسين أحمد الشناوي ومحمد صبحي، وبقية القائمة المدججة بالنجوم. وبالعودة إلى تاريخ المواجهات القارية، فإن الكفة تميل بوضوح لصالح “أبناء النيل” الذين سبق لهم التفوق على “الغزلان السوداء” بنتيجة واحدة وهي (2-1) في مناسبتين سابقتين؛ الأولى في افتتاح مشوارهم بنسخة 1996 بفضل ثنائية أحمد الكاس، والثانية في ربع نهائي نسخة 2008 بغانا عبر هدفي حسني عبد ربه وعمرو زكي، وهي النسخة التي شهدت تتويج مصر باللقب لاحقاً.
ويتربع المنتخب المصري منفرداً على عرش القارة السمراء بوصفه البطل التاريخي للمسابقة برصيد سبعة ألقاب، متفوقاً بفارق لقبين عن أقرب ملاحقيه الكاميرون، وثلاثة ألقاب عن غانا. ولا تقتصر الهيمنة المصرية على عدد الكؤوس فحسب، بل تمتد لتشمل الرقم القياسي في عدد المشاركات بـ 26 ظهوراً، فضلاً عن امتلاك نجومه لأرقام فردية استثنائية، حيث يحمل الثنائي أحمد حسن وعصام الحضري الرقم القياسي في عدد مرات التتويج كلاعبين بأربعة ألقاب، بينما ينفرد “المعلم” حسن شحاتة بكونه المدرب الأكثر تتويجاً بثلاثة ألقاب متتالية، مما يرسخ مكانة الفراعنة كأسياد للقارة السمراء عبر التاريخ.
التعليقات