مع انقضاء ثلثي زمن المواجهة الكروية المحتدمة على أرضية ملعب “أدرار” بالمغرب، لا يزال المنتخب المصري متقدمًا بهدف وحيد على نظيره الجنوب أفريقي، وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025. وجاء هدف التقدم بتوقيع القائد محمد صلاح من علامة الجزاء في الأنفاس الأخيرة للشوط الأول، ليضع الفراعنة في المقدمة رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالمباراة.
اتسمت بداية اللقاء بحذر تكتيكي واضح من الجانبين، حيث فضل الفراعنة تأمين مناطقهم الدفاعية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة لاستغلال سرعات صلاح ومرموش، ورغم ندرة الفرص الحقيقية، لاحت بارقة أمل في الدقيقة الثانية عشرة عندما أرسل محمد هاني تمريرة دقيقة لصلاح داخل المنطقة، إلا أن الكرة كانت أسرع من أن يلحق بها. ومع اشتداد الالتحامات البدنية، تلقى موكوكينا لاعب “الأولاد” إنذارًا لتدخله العنيف ضد مرموش، الذي رد بتسديدة قوية من ركلة حرة جانبت القائم بقليل.
ارتفعت وتيرة الإثارة مع اقتراب الشوط الأول من نهايته، حيث شكل فوستر خطورة حقيقية على مرمى الشناوي بعد استخلاصه الكرة من الدفاع المصري، لكن الحارس كان بالمرصاد. وجاءت نقطة التحول عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح مصر بعد مراجعة تقنية الفيديو، سددها صلاح بنجاح معلنًا الهدف الأول. غير أن الفرحة لم تكتمل، إذ تعرض محمد هاني للطرد المباشر في الوقت بدل الضائع بعد نيله البطاقة الصفراء الثانية، ليجبر المنتخب المصري على خوض الشوط الثاني منقوص العدد بـ 10 لاعبين فقط.
مع انطلاق النصف الثاني من اللقاء، تدخل المدير الفني حسام حسن فنيًا لإعادة التوازن، حيث أشرك إمام عاشور بدلاً من عمر مرموش لتعويض النقص العددي في الخط الخلفي ووسط الملعب، في حين كثف منتخب جنوب أفريقيا ضغطه الهجومي محاولاً إدراك التعادل، وتألق محمد الشناوي في الذود عن مرماه أمام عدة محاولات خطيرة. وكان الجهاز الفني قد بدأ اللقاء بتشكيلة ضمت الشناوي حارسًا، ورباعي الدفاع هاني وربيعة وياسر إبراهيم وحمدي، وفي الوسط فتحي وعطية وزيزو، بينما قاد الهجوم الثلاثي تريزيجيه وصلاح ومرموش، مع تواجد دكة بدلاء عامرة بالنجوم أمثال مصطفى محمد وأحمد فتوح ومصطفى شوبير.
تاريخيًا، تحمل هذه المواجهة طابعًا ثأريًا وتنافسيًا شرسًا، حيث التقى المنتخبان في 12 مناسبة سابقة، مالت فيها الكفة لجنوب أفريقيا بسبعة انتصارات مقابل أربعة لمصر. وعلى صعيد البطولة القارية، تتذكر الجماهير فوز مصر باللقب في نهائي 1998 على حساب “الأولاد”، بينما أقصت جنوب أفريقيا الفراعنة من ثمن نهائي 2019. ويسعى المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي بسبعة ألقاب، لكسر العقدة المستمرة منذ 2010 واستعادة العرش الأفريقي بعد خسارة نهائيين في النسخ الأخيرة، باحثًا بشغف عن النجمة الثامنة.
وفي سياق حسابات المجموعة الثانية، يقاتل الفراعنة لتأكيد صدارتهم وتأهلهم، حيث تضم المجموعة أيضًا منتخبي أنجولا وزيمبابوي. وكان المنتخب المصري قد استهل مشواره بفوز شاق على زيمبابوي بهدفين لهدف، ومن المقرر أن يختتم منافسات هذا الدور بمواجهة حاسمة ضد أنجولا في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، سعيًا لمواصلة الزحف نحو اللقب الغائب.
التعليقات