يدشن المنتخب المصري رحلته القارية الطامحة نحو استعادة الأمجاد الأفريقية بمواجهة منتخب زيمبابوي مساء اليوم الإثنين، وذلك ضمن منافسات الجولة الافتتاحية للبطولة التي تحتضنها الأراضي المغربية وتستمر فعالياتها حتى الثامن عشر من يناير للعام 2026، حيث يسعى الفراعنة لتحقيق انطلاقة قوية تمهد الطريق نحو اللقب الثامن.
وبالنظر إلى سجل المنافس، نجد أن منتخب زيمبابوي الملقب بـ “المحاربين” يمتلك تاريخاً متواضعاً في النهائيات القارية، حيث اكتفى بالمشاركة في خمس نسخ سابقة، بدأت في تونس 2004 وانتهت مؤخراً في الكاميرون، ودائماً ما كانت رحلته تتوقف عند دور المجموعات، محتلاً المركز الأخير في مجموعته بجميع مشاركاته دون استثناء.
وخلال خمس عشرة مباراة خاضها المنتخب الزيمبابوي في تاريخ الكان، تجرع مرارة الهزيمة في عشر مناسبات، كان أولها أمام مصر في ظهوره الأول، وآخرها أمام مالاوي، بينما اكتفى بتعادلين فقط أمام الجزائر وأوغندا في نسختي 2017 و2019 على التوالي، ولم يتذوق طعم الفوز سوى في ثلاث مباريات “تحصيل حاصل” جاءت جميعها في الجولات الختامية للمجموعات أمام الجزائر وغانا وغينيا بنفس النتيجة (2-1).
وعلى الصعيد الرقمي، استقبلت شباك المحاربين واحداً وثلاثين هدفاً، كان أولها بقدم المصري تامر عبد الحميد، بينما سجل هجومهم ستة عشر هدفاً افتتحها نجمهم التاريخي بيتر ندولفو في مرمى نادر السيد، ويُعد ندولفو الهداف التاريخي لبلاده في البطولة برصيد ثلاثة أهداف، متفوقاً بفارق هدف وحيد عن مواطنيه موسونا وماهاتشي، وتظل الهزيمة الرباعية أمام الكونغو الديمقراطية في 2019 هي الأقسى في سجلهم، بينما شهدت نسخة تونس 2004 أغزر معدل تهديفي لهم بتسجيل ستة أهداف.
وشهدت مسيرة زيمبابوي تعاقب عدة مدربين وطنيين وأجانب، أبرزهم صانداي شيدزامبوا الذي قادهم في مناسبتين، كما دخلت مباراتهم الأخيرة ضد غينيا التاريخ من أوسع أبوابه، ليس بسبب نتيجتها، بل لأنها كانت المباراة الأولى في تاريخ أمم أفريقيا التي تديرها سيدة، وهي الحكمة الرواندية ساليما موكانسانجا.
تاريخياً، يُعتبر الفراعنة “عقدة” البدايات لزيمبابوي، حيث التقى المنتخبان مرتين سابقاً في المباريات الافتتاحية لبطولات أمم أفريقيا، ونجحت مصر في حسم اللقائين لصالحها في نسختي 2004 و2019، مما يعزز الثقة المصرية قبل مواجهة الليلة.
ويدخل المنتخب المصري هذه البطولة محملاً بآمال جماهيره العريضة لكسر صيام عن اللقب دام منذ الحقبة الذهبية للمعلم حسن شحاتة في 2010، حيث يأمل رفاق الفراعنة في تعويض إخفاق خسارة نهائيي 2017 و2021، وتعزيز رقمهم القياسي كأسياد للقارة السمراء بسبعة تتويجات، موسعين الفارق مع أقرب ملاحقيهم الكاميرون وغانا، مستلهمين روح الانتصارات الكبرى، ومنها الفوز التاريخي على نيجيريا بستة أهداف في ستينيات القرن الماضي.
التعليقات