يستعد المنتخب المصري لوضع اللمسات النهائية على تحضيراته للحدث القاري الكبير، حيث يخوض اختباراً قوياً على أرضية استاد القاهرة الدولي مساء الثلاثاء القادم أمام نظيره النيجيري. وتأتي هذه المواجهة الودية كبروفة أخيرة للفراعنة قبل التوجه إلى المغرب للمشاركة في النسخة الخامسة والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية، التي ستنطلق فعالياتها في الحادي والعشرين من الشهر الحالي وتستمر حتى منتصف يناير، وسط مشاركة أربعة وعشرين منتخباً، من بينهم حضور عربي مميز يتمثل في ستة منتخبات تسعى للمنافسة على اللقب.
وبالنظر إلى تاريخ المنافس في هذه الودية، فإن الكرة النيجيرية تمتلك جذوراً عميقة تعود لتأسيس اتحادها في ثلاثينيات القرن الماضي، وتحافظ حالياً على موقعها ضمن الأربعة الكبار في القارة السمراء وفقاً لأحدث التصنيفات العالمية. ولطالما عُرف “النسور الخضر” بكونهم مدرسة كروية عريقة نجحت في بلوغ كأس العالم ست مرات، وتمكنوا من تجاوز الدور الأول في ثلاث مناسبات، رغم تعثرهم الأخير وفشلهم في التأهل للمونديال مرتين متتاليتين، كان آخرها الخسارة الدرامية بركلات الترجيح في الملحق الفاصل.
على الصعيد القاري، يمتلك المنتخب النيجيري إرثاً ثقيلاً، حيث توج باللقب الأفريقي ثلاث مرات عبر تاريخه، واكتفى بمركز الوصيف في خمس نسخ، بينما نال الميدالية البرونزية في ثماني مناسبات، مما يعكس تواجده الدائم في أدوار الحسم. وقد حجز الفريق مقعده في النهائيات الحالية للمرة الحادية والعشرين في تاريخه بعد مشوار ناجح في التصفيات تصدر فيه مجموعته. وفي البطولة المرتقبة، أوقعت القرعة نيجيريا في المجموعة الثالثة التي ستستضيفها مدينة فاس، حيث ستتنافس مع منتخبات تونس وأوغندا وتنزانيا من أجل العبور للدور التالي.
ويقود الجهاز الفني لنيجيريا المدرب المالي إريك شيل الذي تولى المهمة مطلع هذا العام، معتمداً على كتيبة مدججة بالنجوم المحترفين، حيث تضم القائمة النهائية ثمانية وعشرين لاعباً، معظمهم ينشطون في الملاعب الأوروبية وخاصة الدوري الإنجليزي. وتصل القيمة التسويقية لهذا الجيل إلى أرقام ضخمة تتجاوز مائتين وثمانين مليون يورو، بفضل وجود أسماء لامعة مثل فيكتور أوسيمين، وأديمولا لقمان، وأليكس إيوبي، وغيرهم من النجوم الذين يحملون آمال الجماهير النيجيرية للسير على خطى أساطيرهم السابقين، وعلى رأسهم الهداف التاريخي للفريق في البطولات القارية الراحل رشيدي ياكيني.
التعليقات