شهد المشهد الجمالي في المنطقة العربية تحولاً جذرياً خلال عام 2025، حيث لم تعد مشاركة النجمات في المحافل الفنية مجرد مرور عابر على السجادة الحمراء، بل تحولت إلى منصة لاستعراض ذوق رفيع يرقى للمنافسة العالمية. لقد تجاوزت إطلالات الفنانات المصريات والعربيات مفهوم التزيين التقليدي لتصبح مؤشراً حقيقياً لتوجهات الأناقة، مستحوذة على اهتمامات رواد منصات التواصل الاجتماعي ومثيرة لنقاشات واسعة بين نقاد الموضة والجمهور، الذين باتوا يترقبون هذه الظهورات بشغف يوازي اهتمامهم بالأعمال الفنية ذاتها.
وقد تجلى هذا النضج الفني عبر الفعاليات والمهرجانات الكبرى التي احتضنتها عواصم الفن مؤخراً، حيث قدمت النجمات مزيجاً ساحراً يجمع بين العصرية المتجددة والأصالة، مما رسخ مكانتهن كأيقونات للموضة يُحتذى بهن. وفي طليعة هذا المشهد، خطفت نيللي كريم الأنظار بخياراتها التي حملت توقيعات دور أزياء عالمية مثل “طوني ورد”، مانحةً الحضور إحساساً بالفخامة الملكية التي نالت استحسان الخبراء بفضل التناغم الدقيق في التفاصيل والألوان. وبالتوازي، واصلت ياسمين صبري تألقها المعتاد، مفضلةً التصاميم التي تبرز الأنوثة برقيّ ودون تكلف، معتمدة على ألوان هادئة وقصات عصرية جعلتها حديث الجمهور ونموذجاً للأناقة المتزنة في مختلف المهرجانات المحلية والإقليمية.
ولم يختلف الحال كثيراً مع هنا الزاهد التي استطاعت أن تجمع بين البساطة واللمسات الجريئة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، لتصبح صورها مادة دسمة للنقاش والإعجاب على الفضاء الرقمي، بينما مالت ياسمين رئيس إلى الكلاسيكية الهادئة في مهرجان القاهرة، منتزعة إشادات واسعة بفضل توازن إطلالتها وابتعادها عن المبالغة، مما أعاد للأذهان مفهوم الأناقة الطبيعية. وعلى الصعيد العربي، كانت الإطلالات لا تقل إبهاراً، حيث برزت درة في حفل “Joy Awards” بالرياض بفستان تميز بتدرجات لونية ساحرة مزجت بين البنفسجي والأحمر، لتتصدر قوائم الأكثر تداولاً وتؤكد قدرتها على انتقاء ما يناسبها بذكاء.
كذلك، أثبتت بلقيس أحمد حضورها القوي في فعاليات “Fashion Trust Arabia” عبر خيارات جريئة دمجت فيها بين خامات فاخرة وتنسيقات لونية مبتكرة، نالت استحسان متابعي الموضة. ولم يقتصر التقدير العالمي على الأزياء فحسب، بل امتد ليشمل الجمال الطبيعي، إذ برز اسما هنا الزاهد ومايان السيد ضمن القوائم العالمية لأجمل الوجوه في نهاية العام، مما يعكس انتشاراً لجمال النجمات العربيات يتجاوز الحدود الإقليمية ويصل إلى العالمية.
ويشير المراقبون لخطوط الموضة إلى أن السمة الغالبة لعام 2025 هي “الأناقة المدروسة”، حيث تراجعت الصرعات الصاخبة لصالح القصات الهندسية الدقيقة والتركيز على التفاصيل الناعمة التي تبرز شخصية النجمة وتفردها. كما انسحب هذا التطور على اللمسات الجمالية الأخرى من مكياج وتسريحات شعر، التي جاءت مستوحاة من كبرى المنصات العالمية، لتقدم في النهاية لوحة فنية متكاملة تدمج بين روح العصر وعبق التراث بأسلوب لافت ومتقن.
التعليقات