في مفاجأة مدوية غير متوقعة، وجد النادي الأهلي نفسه خارج منافسات كأس مصر من دور الـ32، بعدما تلقى هزيمة قاسية أمام فريق المصرية للاتصالات بنتيجة هدفين مقابل هدف في اللقاء الذي جمع بينهما على أرضية ملعب السلام. وعقب هذا الخروج الصادم، لا يملك الفريق الأحمر رفاهية الوقت للحزن، إذ يتعين عليه تحويل تركيزه فوراً نحو التحدي القادم، حيث يستعد لملاقاة المقاولون العرب مساء الثلاثاء المقبل، ضمن فعاليات الجولة الرابعة من بطولة كأس عاصمة مصر.

بدأت مواجهة الأهلي والمصرية للاتصالات بإيقاع سريع، حيث كاد المنافس أن يباغت الشباك الحمراء مبكراً في الدقائق الأولى لولا يقظة الحارس محمد سيحا، ورغم إهدار “جراديشار” لفرصة انفراد محقق، نجح الأهلي في فرض سيطرته تدريجياً على مجريات اللعب. وقبل نهاية الشوط الأول بلحظات، وتحديداً في الدقيقة 41، تمكن عمر كمال من فك شفرة الدفاع وتسجيل هدف التقدم بمهارة عالية مستفيداً من تمريرة طاهر محمد طاهر، لينتهي النصف الأول بتقدم أهلاوي بعد أن أنقذ الدفاع مرماه من هدف محقق للخصم في الوقت الضائع.

مع انطلاقة الشوط الثاني، حاول الجهاز الفني للأهلي بقيادة “ييس توروب” ضخ دماء جديدة بإشراك حمزة عبد الكريم بدلاً من محمد شريف، وتوالت التغييرات بنزول حسين الشحات، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن. ففي الدقيقة 81، نجح مصطفى فوزي في إعادة المصرية للاتصالات للمباراة بتسجيله هدف التعادل من تسديدة قوية، وفشلت محاولات الأهلي المتأخرة في حسم اللقاء في وقته الأصلي، ليحتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية.

ازدادت الأمور تعقيداً على الكتيبة الحمراء في الوقت الإضافي بعد تعرض طاهر محمد طاهر للطرد عقب حصوله على الإنذار الثاني، مما اضطر الفريق لإكمال المباراة بعشرة لاعبين. ورغم المحاولات المستمرة والتغييرات الهجومية بإشراك عمر معوض وإبراهيم عادل، استغل مصطفى فوزي النقص العددي وسجل هدفه الثاني وهدف الفوز القاتل لفريقه في الدقيقة 110. ولم تفلح محاولات الأهلي اليائسة في الدقائق الأخيرة للعودة، ليتأهل المصرية للاتصالات لمواجهة فاركو في الدور التالي.

دخل الأهلي هذه المباراة بتشكيلة ضمت محمد سيحا في حراسة المرمى، وأمامه رباعي الدفاع عمر كمال، وياسين مرعي، وأشرف داري، ومحمد شكري. وفي خط الوسط تواجد أحمد نبيل كوكا بجوار أحمد رضا ومحمد عبدالله وطاهر محمد طاهر، بينما قاد الهجوم الثنائي محمد شريف ونيتس جراديشار. واحتفظ المدرب بعدد من الأوراق الرابحة على دكة البدلاء مثل حسين الشحات ومصطفى العش اللذين شاركا لاحقاً في محاولة لإنقاذ الموقف.

يُعد هذا الخروج حدثاً نادراً في تاريخ المسابقة، حيث يتربع الأهلي على عرش المتوجين بكأس مصر برصيد 39 لقباً، وهو رقم قياسي يضعه في الصدارة بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، نادي الزمالك، الذي يمتلك 29 لقباً. وتتوزع باقي الألقاب تاريخياً بين أندية عريقة مثل الاتحاد السكندري والترسانة والمقاولون العرب، إلا أن هذه النسخة شهدت كتابة سطر جديد بتفوق المصرية للاتصالات وإقصائه للبطل التاريخي.