يستعد المنتخب المصري لخوض تحدٍ جديد في رحلته القارية، حيث تتجه الأنظار صوب ملعب “أدرار” بمدينة أغادير المغربية لاستكمال مشوار دور المجموعات في نهائيات أمم إفريقيا 2025. وتأتي هذه المواجهة المرتقبة أمام منتخب جنوب إفريقيا عصر يوم الجمعة المقبل في تمام الخامسة مساءً، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية، في لقاء يسعى فيه “الفراعنة” لتعزيز انطلاقتهم في البطولة وحصد النقاط الثلاث للاقتراب من حسم التأهل.

وكان المنتخب الوطني قد استهل مشواره بانتصار شاق ومثير على حساب نظيره الزيمبابوي بنتيجة هدفين لهدف، في أمسية كروية شهدت تقلبات دراماتيكية يوم الإثنين الماضي. وجد المصريون أنفسهم متأخرين في النتيجة بعد مرور عشرين دقيقة فقط إثر هفوة من المدافع حسام عبد المجيد استغلها المهاجم برنس دوبي لهز شباك محمد الشناوي، وجاء هذا الهدف المباغت عقاباً على إهدار فرص محققة في الدقائق الأولى، حيث أضاع إمام عاشور وقائد الفريق محمد صلاح كرات سهلة كانت كفيلة بتغيير مسار اللقاء مبكراً، مما وضع الفريق تحت ضغط كبير وكاد الخصم أن يعزز تقدمه لولا براعة الشناوي، مما دفع المدير الفني حسام حسن لإجراء تعديل تكتيكي جريء قبل نهاية الشوط الأول بسحب عاشور والدفع بالمهاجم مصطفى محمد في الدقيقة 33 لتنشيط الجبهة الأمامية.

مع انطلاق النصف الثاني من المباراة، كثف “الفراعنة” ضغطهم الهجومي سعياً للعودة، ليتمكن عمر مرموش من فك شفرة الدفاع الزيمبابوي بمهارة فردية رائعة ومجهود يحسب له في الدقيقة 63، حيث راوغ وسدد بقوة معلناً عن هدف التعادل. ولم تتوقف محاولات الجهاز الفني لتأمين الفوز، حيث تم الدفع بأوراق بديلة لتجديد الدماء بنزول أحمد سيد “زيزو” وإبراهيم عادل، ورغم الإصابة التي لحقت بالظهير الأيسر محمد حمدي واستدعت دخول أحمد فتوح اضطرارياً، بقيت الإثارة حاضرة حتى اللحظات الأخيرة. وفي الوقت القاتل، وتحديداً في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، تقمص محمد صلاح دور المنقذ مسجلاً هدف الانتصار الثمين من تسديدة داخل المنطقة، ليمنح بلاده ثلاث نقاط غالية في بداية المشوار.

وقد خاض المنتخب المصري هذه الموقعة بتشكيلة أساسية شهدت عودة الركائز والقوى الضاربة التي غابت عن الودية الأخيرة أمام نيجيريا، حيث اعتمد الجهاز الفني على محمد الشناوي في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مكون من محمد هاني، وياسر إبراهيم، وحسام عبد المجيد، ومحمد حمدي. وفي وسط الميدان تواجد مروان عطية وحمدي فتحي بجانب إمام عاشور قبل استبداله، بينما قاد المثلث الهجومي كل من تريزيجيه وعمر مرموش ومحمد صلاح. ويتطلع المنتخب لمواصلة هذا الزخم وتصحيح الأخطاء في مواجهتيه المتبقيتين بدور المجموعات أمام جنوب إفريقيا، ثم اختتام هذا الدور بملاقاة أنجولا في التاسع والعشرين من ديسمبر الجاري على نفس الملعب.