أطلق جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، تحذيرات شديدة اللهجة تتعلق بمستقبل القارة الأوروبية الأمني والسياسي، مشيراً إلى احتمالية وقوع سيناريوهات سوداوية قد تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة بشكل مباشر. وتتمحور هذه المخاوف حول إمكانية وصول شخصيات أو تيارات محسوبة على “الإسلام السياسي” إلى سدة الحكم في دول محورية تمتلك ترسانة نووية، مثل فرنسا والمملكة المتحدة، وذلك خلال فترة زمنية لا تتجاوز الخمسة عشر عاماً، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية إذا ما انتقلت السيطرة على تلك الأسلحة الفتاكة إلى أيادٍ تتبنى توجهات راديكالية معادية تحمل أفكاراً هدامة.

ويرى المسؤول الأمريكي أن هذا التهديد ليس وليد الخيال، بل يستند إلى مؤشرات واقعية بدأت تظهر ملامحها من خلال نجاح شخصيات ذات ميول إسلاموية في الوصول إلى مناصب محلية ومجالس بلدية في الوقت الراهن، مما يمهد الطريق لتصاعد نفوذهم مستقبلاً. ومن هذا المنطلق، شدد على ضرورة خوض نقاشات أخلاقية عميقة وحساسة مع الحلفاء الأوروبيين، مبرراً ذلك بخصوصية العلاقة التي تجمع ضفتي الأطلسي؛ حيث تربط واشنطن بأوروبا وشائج ثقافية واقتصادية وتاريخية عميقة لا تتوفر مع مناطق أخرى من العالم، كجمهورية الكونغو الديمقراطية مثلاً، مما يجعل الحفاظ على القيم المشتركة ومنع انحراف المسار السياسي في تلك الدول أولوية قصوى لحماية المصالح الأمريكية من خطر وجودي محتمل.