في إطار سعيها الحثيث لتعزيز منظومة السلامة الصحية، بادرت إدارة نادي 6 أكتوبر، بقيادة الدكتور عبد اللطيف صبحي، بعقد جلسة عمل موسعة مع الطاقم الطبي المسؤول، بهدف وضع استراتيجية شاملة لتطوير الوحدات العلاجية والتعامل الأمثل مع الإصابات الرياضية، بما يضمن توفير أقصى درجات الحماية والرعاية لكافة مرتادي النادي من مختلف الفئات العمرية، سواء كانوا من الرياضيين المحترفين أو الهواة.
وخلال المناقشات، تم التشديد على ضرورة أن تواكب الخدمات الطبية المقدمة أرقى المعايير العالمية لخلق بيئة رياضية آمنة تمامًا، مع التركيز على سرعة الاستجابة للطوارئ. وفي خطوة رائدة تعكس هذا التوجه، اتُخذ قرار استراتيجي بامتلاك النادي لسيارة إسعاف خاصة ذات تجهيزات متكاملة، ليكون بذلك سباقًا في هذا المجال؛ حيث ستعمل هذه المركبة كوحدة عناية مركزة متنقلة تحتوي على أحدث التقنيات، مثل أجهزة الصدمات الكهربائية لإنعاش القلب، وأجهزة التنفس الصناعي المحمولة، ومعدات شفط السوائل، بالإضافة إلى وحدات استنشاق البخار.
ولضمان الجاهزية القصوى، تم تزويد سيارة الإسعاف بأسطوانات أكسجين، وأجهزة متطورة لتخطيط القلب، ومعدات دقيقة لرصد المؤشرات الحيوية كالضغط والنبض ونسب السكر والأكسجين بالدم، بجانب توافر مختلف أنواع الجبائر للتعامل مع الكسور وإصابات الرأس. ومن المقرر أن تتمركز هذه الوحدة الطبية لتأمين كافة المنافسات والفعاليات الرياضية، حيث ستتولى نقل الحالات البسيطة إلى عيادات النادي الداخلية، بينما ستقوم بإجلاء الحالات الحرجة التي تستدعي تدخلات جراحية وعناية فائقة إلى المستشفيات المحيطة بسرعة وكفاءة.
وعلى صعيد البنية التحتية الحالية، تم استعراض جاهزية العيادات الملحقة بمجمعات السباحة الأول والثاني، والتأكيد على احتوائها حاليًا على تجهيزات تشمل أجهزة الإنعاش وتخطيط القلب وقياس الضغط والسكر وأسطوانات الأكسجين. ولمزيد من التحوط، وجه رئيس النادي بتدعيم عيادة حمام السباحة الثاني بجهازي إنعاش قلبي إضافيين وجهاز لاستنشاق البخار، لضمان الاستعداد التام لأي طارئ قد يحدث داخل أروقة النادي.
وقد تمخض الاجتماع المطول عن حزمة من التوصيات اللوجستية والفنية، أبرزها البدء في تهيئة ممرات خاصة ومنحدرات تيسر حركة سيارة الإسعاف وتجوالها في كافة أرجاء النادي، مع تخصيص نقطة ارتكاز ثابتة لها في موقع متوسط يغطي أكبر مساحة ممكنة من الأنشطة. كما تقرر إنشاء وحدة إسعافات أولية متنقلة، وزيادة أعداد المتخصصين في إصابات الملاعب لمرافقة الفرق وتغطية كافة الألعاب، خاصة في المباريات الخارجية.
وعلى الصعيد التثقيفي والتدريبي، تم الاتفاق على التنسيق بين النشاط الرياضي والإدارة الطبية لتنظيم دورات تدريبية إلزامية للمدربين وفرق الإنقاذ حول الإسعافات الأولية، وعقد ندوات توعوية للأسر واللاعبين توضح الارتباط الوثيق بين التغذية العلاجية السليمة والأداء الرياضي المتميز. واختتمت التوصيات بتشديد صارم على الجانب الوقائي، حيث ألزمت الإدارة جميع اللاعبين بإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية الدورية كشرط أساسي لممارسة النشاط الرياضي، مع إخلاء مسؤولية النادي عن أي لاعب لا يلتزم بهذا الإجراء وتحميل ولي الأمر المسؤولية الكاملة، مؤكدة أنه سيتم إيقاف أي لاعب يمتنع عن تقديم ما يثبت سلامته الطبية حفاظًا على أرواح الأبناء.
التعليقات