مرة أخرى، ينجح ناصر منسي في قلب الموازين داخل القلعة البيضاء، واضعاً الجهاز الفني في حيرة جديدة بشأن مصيره. فبعد أن كان اللاعب بعيداً تماماً عن الأضواء ومرشحاً بقوة لمغادرة أسوار النادي بسبب خروجه من الحسابات الفنية منذ انطلاقة الموسم، جاء هدفه الحاسم ليعيد ترتيب الأوراق، ويثبت من جديد أنه ورقة رابحة لا يمكن الاستهانة بها، خاصة في الأوقات الحرجة التي يحتاج فيها الفريق إلى حلول غير تقليدية.
بدأت فصول التحول الأخير عندما قرر المدير الفني أحمد عبد الرؤوف منح الثقة لمنسي خلال مواجهة حرس الحدود ضمن منافسات كأس عاصمة مصر، وذلك في وقت كان اللاعب يبحث فيه جدياً عن عروض للرحيل في الانتقالات الشتوية لعدم الحاجة لخدماته. وكعادته، لم يخذل المهاجم مدربه؛ إذ تمكن في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع من استغلال تمريرة عرضية متقنة ليخطف هدف الفوز الثمين بنتيجة 2-1، مؤكداً جدارته كبديل استراتيجي قادر على صناعة الفارق في اللحظات الأخيرة.
ما يحدث الآن يبدو وكأنه تكرار لسيناريو درامي اعتادته الجماهير مع منسي قبل كل فترة انتقالات؛ فكلما اقترب اللاعب من توديع النادي، يظهر فجأة لينقذ موقفه بأداء استثنائي. حدث هذا بوضوح في الموسم الماضي حين كان على أعتاب الانتقال إلى فريق البنك الأهلي، لكن مشاركته البديلة في السوبر الأفريقي أمام الأهلي غيرت مجرى الأمور تماماً، حيث سجل هدف التعادل من لمسته الأولى ثم ساهم ببراعة في حصد اللقب عبر ركلات الترجيح، مما أجبر الإدارة حينها على تغيير خططها والتمسك بوجوده.
وفي سياق متصل، أثنى أحمد عبد الرؤوف على أداء منسي بعد لقاء الحرس، موضحاً أن غيابه السابق عن السوبر المحلي كان بداعي الإصابة، وأنه عاد الآن ليدخل بقوة في دائرة المنافسة الشرسة مع باقي مهاجمي الفريق الكبار. وتظل الأيام القادمة وحدها الكفيلة بالإجابة عما إذا كان هذا الهدف سيكون بمثابة طوق النجاة الذي يضمن استمرار منسي بقميص الزمالك، أم أن قرار الرحيل في الشتاء سيظل هو الخيار الأقرب للتنفيذ رغم تألقه الأخير.
التعليقات