تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان القدير نبيل الحلفاوي، الذي غادر عالمنا تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا كبيرًا، وذلك بعد صراع مع أزمة صحية حادة أثرت على جهازه التنفسي وأدت إلى وفاته في مثل هذا التوقيت من العام الماضي.
ولم يقتصر حضور الراحل على الساحة الفنية فحسب، بل كان له باع طويل وصوت مسموع في الأوساط الرياضية، حيث عُرف بعشقه الكبير للقلعة الحمراء. لقد تحول الحلفاوي بمرور الوقت إلى رمز بارز بين مشجعي النادي الأهلي على منصات التواصل الاجتماعي، حتى بات يُلقب بـ “عمدة الأهلاوية” في الفضاء الإلكتروني؛ إذ لم تكن تغريداته مجرد تشجيع عابر، بل كانت تحمل رؤية تحليلية تشبه نظرة نجوم الكرة القدامى، مدافعًا عن مبادئ النادي ومحتفيًا بانتصاراته في كل محفل.
وفي لفتة عكست عمق هذه العلاقة، أصدرت إدارة النادي الأهلي بيانًا رسميًا وقت الرحيل، عبرت فيه عن بالغ الحزن والأسى لفقدان قامة فنية ورياضية بحجم الحلفاوي، متوجهين بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، ولأسرته بالصبر والسلوان، مؤكدين أن رحيله مثل خسارة كبيرة للوسطين الفني والرياضي.
وبالنظر إلى مسيرته المهنية، فقد اختتم الحلفاوي مشواره الفني بظهور مميز كضيف شرف في فيلم “تسليم أهالي” الذي عُرض عام 2022، وهو العمل الذي تولى إخراجه نجله خالد الحلفاوي، وشارك في بطولته نخبة من نجوم الكوميديا. وجاءت هذه المشاركة لتكون بمثابة المشهد الأخير في رحلة فنان بدأ حياته من حي السيدة زينب العريق، وتخلى عن مجال التجارة ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية مدفوعًا بشغفه الكبير بالتمثيل.
وقد ترك الراحل بصمة لا تُمحى في ذاكرة المشاهد العربي عبر تاريخ طويل بدأه من خشبة المسرح، ثم انتقل ببراعة إلى الشاشة الصغيرة والسينما. وتزخر مكتبته الفنية بأعمال أيقونية شكلت جزءًا من الوجدان المصري، تنوعت ما بين الملاحم الوطنية مثل “الطريق إلى إيلات” و”رأفت الهجان”، والدراما الاجتماعية الراقية مثل “زيزينيا” و”ونوس”، ليخلد اسمه كواحد من أبرز الموهوبين في تاريخ الفن المصري.
التعليقات