شهد ملعب السلام ليلة درامية بامتياز أسفرت عن إقصاء مدوٍ للنادي الأهلي من دور الـ32 لبطولة كأس مصر، حيث فجر فريق المصرية للاتصالات مفاجأة من العيار الثقيل بانتصاره على حامل الرقم القياسي للمسابقة بهدفين لهدف بعد التمديد للأشواط الإضافية، لينهي بذلك مشوار المارد الأحمر مبكراً في البطولة.

بدأت المواجهة بملامح خطورة متبادلة، حيث كاد الاتصالات أن يفتتح التسجيل مبكراً في الدقائق الأولى لولا يقظة الحارس محمد سيحا، ليرد الأهلي سريعاً بانفراد صريح للمهاجم جراديشار الذي أهدر فرصة محققة تصدى لها حارس الخصم ببراعة. ورغم استحواذ الكتيبة الحمراء ومحاولات الاختراق عبر الأطراف، خاصة من محمد شكري وتسديدات محمد عبد الله، إلا أن الشباك ظلت صامتة حتى الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، حين نجح عمر كمال عبد الواحد في فك شفرة الدفاع بهدف رائع مستغلاً تمريرة متقنة من طاهر محمد طاهر، وكاد الشوط ينتهي بالتعادل لولا تدخل دفاعي حاسم من أحمد رضا أنقذ مرماه من هدف محقق في الوقت بدل الضائع.

مع انطلاق النصف الثاني من اللقاء، حاول الجهاز الفني للأهلي بقيادة ييس توروب ضخ دماء جديدة بإشراك حسين الشحات وحمزة عبد الكريم، إلا أن فريق المصرية للاتصالات أظهر ندية كبيرة وهدد مرمى الأهلي في أكثر من مناسبة، تكللت جهودهم بالنجاح في الدقيقة 81 عندما أطلق مصطفى فوزي قذيفة سكنت شباك محمد سيحا معلنة عن هدف التعادل، وحاول الأهلي خطف الفوز في اللحظات الأخيرة برأسية لحمزة عبد الكريم علت العارضة، ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافي.

زادت متاعب الأهلي مع بداية الأشواط الإضافية بعدما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه طاهر محمد طاهر لحصوله على الإنذار الثاني، مما اضطر الفريق لإكمال المباراة بعشرة لاعبين. ورغم المحاولات المستميتة من حسين الشحات لتهديد مرمى الخصم، إلا أن النقص العددي ألقى بظلاله، ليستغل مصطفى فوزي الموقف مجدداً ويخطف هدف الفوز القاتل للاتصالات في الدقيقة 110، وسط عجز هجومي للأهلي عن العودة في النتيجة رغم التغييرات المتأخرة بنزول إبراهيم عادل وإبراهيم الأسيوطي.

بهذه النتيجة التاريخية، يودع الأهلي – الأكثر تتويجاً باللقب برصيد 39 مرة – المنافسات بشكل رسمي، بينما حجز المصرية للاتصالات مقعده في دور الـ16 ضارباً موعداً مع نادي فاركو الذي تجاوز عقبة تليفونات بني سويف سابقاً. الجدير بالذكر أن الأهلي دخل اللقاء بتشكيل ضم مزيجاً من العناصر مثل ياسين مرعي وأشرف داري وأحمد نبيل كوكا، لكنهم لم يتمكنوا من تفادي هذه الهزيمة المفاجئة.