يخيم التعادل السلبي على أجواء المواجهة الدائرة حالياً في مدينة أغادير المغربية، حيث يستضيف ملعب “أدرار” لقاء المنتخب المصري ونظيره الأنجولي، وقد انقضى الربع ساعة الأول من عمر المباراة دون أي تغيير في النتيجة، وذلك في إطار ختام منافسات دور المجموعات للبطولة القارية التي تحتضنها الأراضي المغربية وتمتد فعالياتها حتى منتصف يناير 2026.
ورغم الهدوء النسبي في النتيجة، كشرت “الغزلان السوداء” عن أنيابها مبكراً بتهديد حقيقي عند الدقيقة العاشرة، حينما أرسل شيكو بانزا تمريرة عرضية زاحفة من الرواق الأيسر، اقتنصها إسميفانيو كيالوندا غاسبار بتسديدة قوية من قلب منطقة الجزاء لكنها علت العارضة بقليل، ويدخل “الفراعنة” هذا اللقاء بأعصاب هادئة بعد ضمانهم مقعداً في ثمن النهائي وتربعهم على قمة المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة حتى الآن، في حين لا يمتلك المنتخب الأنجولي سوى نقطة يتيمة حصدها من تعادله السابق مع زيمبابوي، مما يجعل موقفه أكثر تعقيداً.
واعتمد الجهاز الفني للمنتخب المصري في هذه المواجهة على تشكيلة جمعت بين العناصر الشابة والخبرات، حيث يتولى مصطفى شوبير حماية العرين، ومن أمامه خط دفاعي يضم أحمد فتوح وخالد صبحي وحسام عبد المجيد، بمساندة أحمد عيد ومحمد إسماعيل، وفي وسط الميدان ينشط الثلاثي مهند لاشين وإبراهيم عادل ومحمود صابر، بينما يقود الهجوم الثنائي صلاح محسن ومصطفى محمد، وتذخر دكة البدلاء بأسماء رنانة جاهزة للمشاركة عند الحاجة، يتقدمهم القائد محمد صلاح وعمر مرموش، إلى جانب أحمد سيد زيزو وإمام عاشور وتريزيجيه ومجموعة من العناصر المميزة في كافة الخطوط.
وبالعودة إلى سجلات التاريخ، نجد أن التفوق كان حليفاً للمصريين في المناسبتين السابقتين اللتين جمعتا الفريقين في العرس الأفريقي، ففي مستهل مشوار نسخة 1996 بجنوب أفريقيا، حسم أحمد الكاس اللقاء بهدفين مقابل هدف، وتكرر السيناريو ذاته وبالنتيجة نفسها في ربع نهائي نسخة غانا 2008، بفضل ثنائية حسني عبد ربه وعمرو زكي، وهي البطولة التي شهدت تتويج كتيبة المعلم حسن شحاتة باللقب بعد أداء تاريخي، ليواصلوا سيطرتهم القارية آنذاك.
ويتربع المنتخب المصري على عرش القارة السمراء بصفته الأكثر تتويجاً بسبعة ألقاب، متفوقاً على الكاميرون الوصيفة بخمسة ألقاب وغانا الثالثة بأربعة، كما ينفرد الفراعنة بالرقم القياسي في عدد المشاركات بـ 26 ظهوراً، بفارق مشاركة واحدة عن كوت ديفوار ومشاركتين عن غانا الغائبة عن هذه النسخة، ولا تتوقف الأرقام القياسية عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة بتاريخ البطولة حينما فاز منتخب مصر على نيجيريا بنتيجة عريضة قوامها ستة أهداف لثلاثة في حقبة الستينيات.
وعلى الصعيد الفردي لنجوم الكرة المصرية، يبرز الثنائي التاريخي أحمد حسن وعصام الحضري بكونهما اللاعبين الأكثر حصداً للقب الأفريقي، حيث رفعا الكأس في أربع مناسبات مختلفة، بينما يتقاسم المدرب القدير حسن شحاتة قمة المدربين الأكثر تتويجاً في تاريخ القارة، بعدما قاد المنتخب الوطني لثلاثة ألقاب متتالية في إنجاز غير مسبوق، معادلاً بذلك رقم الغاني تشارلز جيامفي.
التعليقات