يتزامن حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة مع تزايد التحديات الصحية المتعلقة بالجهاز التنفسي، حيث تشير البيانات الرسمية في بريطانيا إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات دخول المستشفيات نتيجة لموجات الإنفلونزا الحادة، مما يضع القطاع الصحي أمام ضغوط كبيرة في مثل هذا الوقت من العام. وفي ظل هذا الوضع، يميل الكثيرون إلى البحث عن وصفات علاجية سريعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما حذر منه المختصون الذين يوصون دائمًا باستقاء المعلومات الطبية من مصادرها الموثوقة لضمان السلامة والفعالية.

وفي هذا السياق، قدمت خبيرة التغذية كاتي ساندرز رؤيتها حول العناصر الغذائية الأكثر فاعلية في دعم المناعة وتسريع الشفاء، مؤكدة أن الاعتماد على أغذية معينة يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا. وقد بدأت حديثها بتوضيح الدور الحقيقي لفيتامين “سي”، مشيرة إلى أنه ورغم عدم قدرته على منع التقاط العدوى بشكل قاطع، إلا أن استهلاكه المنتظم يسهم بوضوح في تقليص المدة الزمنية للمرض وتخفيف حدة الأعراض، وتظهر فائدته بشكل أكبر لدى الفئات التي تتعرض لإجهاد بدني مستمر ولدى الأطفال.

ولم تغفل ساندرز دور الزنك كعنصر جوهري في مقاومة المرض، ناصحة بتناوله على هيئة أقراص استحلاب للحصول على أفضل النتائج، مع التشديد على توقيت الاستخدام؛ إذ تكمن فاعليته القصوى في المبادرة بتناوله فور الشعور ببوادر التعب خلال اليوم الأول أو الثاني على الأكثر. كما سلطت الضوء على الزنجبيل كعلاج طبيعي متعدد الفوائد، حيث تعمل مركباته النشطة مثل “الجينجيرول” و”الشوجاول” كمضادات فعالة للالتهابات والأكسدة، مما يساعد في تهدئة احتقان الحلق وتخفيف الغثيان، بالإضافة إلى دوره في إرخاء الشعب الهوائية مما يخفف من حدة السعال. وتؤكد الخبيرة في الختام أن هذه التدابير الغذائية يجب أن تترافق مع الراحة التامة وشرب السوائل الدافئة، مع ضرورة عدم التردد في زيارة الطبيب إذا استمرت الأعراض أو ازدادت سوءًا.