يؤدي انخفاض مستويات حمض الفوليك أو فيتامين “ب12” في الجسم إلى مشكلات صحية تتفاقم بمرور الوقت، حيث تبدأ العلامات بالظهور بشكل طفيف وتتطور ببطء، إلا أنها قد تشتد حدتها وتصبح أكثر خطورة في حال إهمال العلاج وعدم تدارك النقص. ومن الملاحظ أن الآثار المترتبة على غياب هذين العنصرين تتطابق إلى حد كبير، وغالباً ما تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، مع العلم أن بعض هذه المؤشرات قد تظهر لدى الشخص حتى قبل وصوله إلى مرحلة الأنيميا الصريحة.

يعاني المصاب بهذا النقص عادةً من حالة عامة من الإعياء واستنزاف الطاقة، وقد يلاحظ تسارعاً في خفقان القلب أو صعوبة وضيقاً في التنفس، بالإضافة إلى شعور مستمر بالدوار والصداع وتشوش في الرؤية. كما تمتد التأثيرات لتشمل الجهاز الهضمي والشهية، حيث تظهر اضطرابات معوية كالإسهال وعسر الهضم، مصحوبة بفقدان الرغبة في تناول الطعام. ومن العلامات الظاهرة أيضاً حدوث تغيرات في منطقة الفم، مثل احمرار اللسان والشعور بألم وحرقة فيه، أو ظهور تقرحات فموية، فضلاً عن تراجع ملحوظ في القدرات الذهنية المتعلقة بالاستيعاب والذاكرة وإصدار الأحكام.

وفيما يخص فيتامين “ب12” تحديداً، فإن نقصه قد يلقي بظلاله الثقيلة على الجهاز العصبي ووظائف الدماغ؛ إذ قد يختبر المريض ضعفاً في العضلات واختلالاً في التوازن والتناسق الحركي، مع إحساس مزعج بالوخز أو الخدر والتنميل في الأطراف. ولا تقتصر المضاعفات العصبية على الجانب الحسي والحركي فحسب، بل قد تتطور لتشمل تغيرات نفسية تتفاوت حدتها بين القلق والاكتئاب البسيط، وقد تصل في الحالات المتقدمة إلى الارتباك الشديد وتراجع الوظائف العقلية.