تتربع البطلة المصرية نور الشربيني على قمة مجد رياضة الاسكواش، حيث استطاعت أن تحفر اسمها بحروف من ذهب في سجلات التاريخ الرياضي كواحدة من أساطير اللعبة. لم يكن وصول لاعبة نادي سبورتنج إلى هذه المكانة وليد الصدفة، بل جاء نتاج مسيرة حافلة بالإنجازات، أبرزها معادلة الرقم القياسي التاريخي للأسطورة الماليزية نيكول ديفيد، بعدما تمكنت الشربيني من حصد لقب بطولة العالم في ثماني مناسبات مختلفة، لتؤكد بذلك أنها إحدى أهم العلامات المضيئة التي عرفتها الملاعب الزجاجية عبر تاريخها الطويل.
وبرزت موهبة الشربيني بشكل لافت منذ بداياتها الأولى، حيث تنبأ لها الخبراء والمتابعون بمستقبل استثنائي، وسرعان ما برهنت على صحة تلك التوقعات بتحطيمها للحواجز العمرية؛ فقد سجلت أسبقية تاريخية كأصغر لاعبة تعتلي منصة التتويج في بطولة العالم للناشئات. ولم تكتفِ بذلك، بل نجحت في اقتحام قائمة المصنفات الخمس الأوائل على مستوى العالم وهي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، ما عكس نضجاً مبكراً وقدرات فنية نادرة. وقد ترجمت هذه الموهبة إلى هيمنة فعلية على الألقاب الكبرى، حيث تزينت خزائنها بالكؤوس العالمية التي جمعتها عبر رحلة طويلة من الكفاح شملت مواسم متعددة بدأت من عام 2015 واستمرت عبر سنوات متتالية من التألق، وصولاً إلى النسخ الأحدث، مما يعكس استمرارية مذهلة في الحفاظ على المستوى العالي.
وعلى الرغم من هذا السجل الناصع، واجهت البطلة المصرية تحديات كاد بعضها أن ينهي مسيرتها قبل أن تبدأ فعلياً. فقد كشفت الشربيني عن تجربة قاسية مرت بها في سن الرابعة عشرة، حينما اصطدمت بتشخيص طبي ينصحها بضرورة الابتعاد عن الرياضة واعتزال اللعب نهائياً بسبب إصابة خطيرة، وهو ما مثل صدمة هائلة لفتاة صغيرة كرست حياتها للاسكواش. وفي خضم تلك الأزمة، لعب النجم رامي عاشور دوراً محورياً في توجيهها، نظراً لمروره بتجربة مشابهة، حيث نصحها باللجوء لأحد المتخصصين في ألمانيا. وبالفعل، خضعت لجراحة دقيقة هناك، ورغم صعوبة مرحلة التعافي التي تطلبت منها وقتاً وجهداً لإعادة التأقلم مع الحركة والمشي، إلا أنها عادت بإرادة حديدية لتشارك في بطولة العالم للناشئات وتصل للمباراة النهائية، متجاوزة بذلك أصعب عقبة هددت مشوارها الرياضي.
التعليقات