حظي نبات القلقاس مؤخرًا بحضور لافت في الأسواق، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن القيمة الغذائية الكامنة في هذا النوع من الخضروات الجذرية، والحقيقة أن الدراسات المتخصصة تشير إلى فوائد صحية جمة تجعل منه خيارًا ممتازًا لتعزيز الصحة العامة، ويبرز دوره بشكل أساسي في دعم وظائف القلب والشرايين، وذلك بفضل محتواه العالي من الألياف الغذائية التي لا تكتفي بتحسين الهضم فحسب، بل تساهم بفاعلية في خفض معدلات الكوليسترول وضغط الدم، وهما العنصران اللذان يشكلان تهديدًا مباشرًا لصحة القلب عند ارتفاعهما، وبالتزامن مع ذلك، توفر مضادات الأكسدة الموجودة فيه حماية خلوية ضد الإجهاد التأكسدي والالتهابات، مما يقلل من فرص تراكم الدهون الضارة داخل الشرايين ويحمي من الأمراض المزمنة.

وعلى صعيد آخر، يمثل القلقاس حليفًا قويًا لمن يسعون لضبط مستويات السكر لديهم، فالكربوهيدرات التي يحتويها تتكون بنسبة كبيرة من النشا المقاوم والألياف، وهي مركبات تمنع الارتفاع المفاجئ في جلوكوز الدم؛ حيث أثبتت التجارب أن هذا النمط الغذائي يساعد في تحسين قراءات السكر التراكمي وتخفيض نسبته أثناء الصيام، كما يعزز استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين، مما يرفع من كفاءة الجسم في التعامل مع السكر والاستفادة منه بدلًا من تراكمه في الدم، وبذلك يضمن استقرارًا أكبر في الطاقة والمؤشرات الحيوية للجسم.

ولا تتوقف المزايا عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل الجهاز الهضمي برمته، حيث تعمل الحصص الغذائية الغنية بالألياف كمنظم طبيعي وديناميكي لحركة الأمعاء، مما يقي من مشكلات صحية مزعجة وشائعة، فالانتظام في تناول القلقاس قد يكون وسيلة فعالة لتخفيف أعراض الإمساك ومحاربة الارتجاع المريئي، فضلاً عن دوره الوقائي في حالات القرحة المعدية والتهابات الرتج وحتى البواسير، ليقدم بذلك دعماً شاملاً لراحة المعدة وسلامة الهضم.