تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة مساء اليوم صوب استاد السلام، حيث يضرب النادي الأهلي موعداً نارياً مع نظيره المقاولون العرب في إطار منافسات كأس عاصمة مصر. هذه المواجهة المرتقبة ليست مجرد مباراة عابرة في دور المجموعات، بل تمثل حلقة جديدة في سلسلة صراع طويل يجمع الفريقين، ولطالما حفلت لقاءاتهما السابقة بالكثير من الإثارة والندية واللحظات التي حُفرت في ذاكرة الكرة المصرية، سواء في مسابقة الدوري أو الكأس.
وبالعودة إلى سجلات التاريخ التهديفي بين الطرفين، تبرز بوضوح سطوة الهجوم الأحمر في عدة مناسبات، كان آخرها في شهر أغسطس الماضي عندما تألق المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي وخطف الأضواء بتسجيله ثلاثية “هاتريك” ساهمت في فوز عريض للأهلي برباعية نظيفة. وإذا ما قلبنا صفحات الماضي أكثر، سنجد أن عام 2002 شهد النتيجة الأثقل في تاريخ مواجهات الفريقين، حينما دك الأهلي حصون “ذئاب الجبل” بنصف دستة أهداف مقابل هدفين، في ليلة كان بطلها الأول أحمد بلال الذي أحرز بمفرده أربعة أهداف “سوبر هاتريك”.
ولم تقتصر الأرقام القياسية في هذه المواجهات على النتائج الجماعية فحسب، بل كانت بوابة لبعض النجوم لكتابة التاريخ الشخصي؛ فقد شهدت أواخر التسعينيات انضمام حسام حسن إلى نادي المائة هدف في الدوري المصري بتسجيله الهدف رقم 100 في شباك المقاولون. وفي المقابل، وعلى الصعيد الدفاعي، احتفل الحارس محمد الشناوي بوصوله للمباراة رقم 100 بقميص الأهلي في الدوري خلال مواجهة جمعت الفريقين عام 2021، ونجح خلالها في الحفاظ على نظافة شباكه ليخرج الفريق فائزاً بهدفين.
وعلى جانب آخر، اتسمت بعض مباريات الفريقين بأحداث درامية وغريبة نادراً ما تتكرر في الملاعب، ولعل أشهرها واقعة موسم 89 الملغى، حينما اعترض لاعبو المقاولون على التحكيم بأسلوب غريب عبر ادعاء الإصابة والخروج من الملعب حتى تقلص عددهم وتم إلغاء اللقاء واحتساب النتيجة للأهلي، وهو مشهد كاد أن يتكرر بصورة مشابهة في موسم قريب لولا تدارك الموقف. أما أغرب تلك المواجهات فكانت نهائي كأس مصر لموسم 2004، التي شهدت سيناريو درامي بإصابة حارس الأهلي بعد نفاد التبديلات، ليضطر المدافع شادي محمد لحراسة المرمى، ويستقبل هدفاً أهدى اللقب للمقاولون العرب الذي حقق المفاجأة وهو يلعب حينها في دوري القسم الثاني.
التعليقات