لم يمنع غياب الجسد محبي وأسرة الدكتور هاني الناظر من إحياء ذكرى مولده، ولكن بطريقة طغى عليها طابع الوفاء والامتنان؛ فقد توجهوا إلى مثواه الأخير في زيارة حملت الكثير من المشاعر الفياضة، ليقفوا أمام قبره محملين بالدعوات الصادقة، ومستحضرين سيرة رجل ترك بصمات لا تُمحى في حياة كل من تعامل معه أو انتفع بعلمه الغزير.
لقد كان الراحل نموذجًا فريدًا للطبيب الذي مزج بين الكفاءة المهنية والرقي الأخلاقي، حيث استطاع بأسلوبه البسيط وقربه من الناس أن يملك قلوب الملايين، ليس فقط كمعالج للأمراض، بل كإنسان يشعر بآلام البسطاء ويسعى للتخفيف عنهم دون كلل. وقد أكد الحاضرون أن تخصيص هذا اليوم للدعاء له بالرحمة والمغفرة هو أقل ما يمكن تقديمه لشخصية وهبت حياتها لخدمة الإنسانية، معتبرين أن أثره الطيب لا يزال حيًا ينبض في ذاكرة محبيه.
وفي جو روحاني مهيب، تضرع الزائرون إلى الله عز وجل أن يتقبل منه صالح أعماله، وأن يجعل ما قدمه من خير وعلم في ميزان حسناته، راجين أن يتغمده الله بواسع رحمته ويلحقهم به على خير. واختتمت الزيارة بأمنيات صادقة بأن تظل مسيرة الدكتور هاني الناظر نبراسًا يضيء الطريق للأجيال القادمة من الأطباء، ليتعلموا منه دروسًا في الإخلاص والتفاني وحب الخير للناس.
التعليقات