يبدو أن الجهاز الفني للقلعة البيضاء سيكون أمام “معضلة إيجابية” خلال المرحلة القادمة، حيث اشتعل الصراع بشكل ملحوظ على مركز رأس الحربة بفضل التوهج الفني لعدد من عناصر الهجوم، مما يضع بين يدي المدرب خيارات تكتيكية واسعة ومتنوعة قبل خوض التحديات والبطولات المنتظرة. وفي هذا السياق، يواصل المهاجم التونسي سيف الدين الجزيري إثبات جدارته يومًا تلو الآخر، مقدمًا أوراق اعتماده من جديد عبر سلسلة من العروض القوية التي استعاد فيها حاسته التهديفية وقدرته الفائقة على التمركز وإزعاج المدافعين، ليعلن بصوت عالٍ تمسكه بموقعه الأساسي في التشكيلة، ورفضه التنازل عن دور القائد للخط الأمامي.
وبالتوازي مع تألق الجزيري، برز اسم الفلسطيني عدي الدباغ كقوة هجومية لا يستهان بها، خاصة بعد الظهور المشرف والأداء البطولي رفقة منتخب بلاده في منافسات كأس العرب، حيث نجح في خطف الأنظار بفاعليته الكبيرة وأهدافه الحاسمة، مرسلًا بذلك إشارات واضحة للجهاز الفني بجاهزيته التامة لتقديم الإضافة المرجوة وصناعة الفارق متى ما أتيحت له الفرصة للمشاركة. وهذا التنوع في القدرات بين خبرة الجزيري وحيوية الدباغ يصب بلا شك في مصلحة الفريق، مانحًا المدرب مرونة كبيرة في تكييف خططه الهجومية واختيار العنصر الأنسب حسب مجريات اللعب وطبيعة الخصوم، وهو ما يعزز طموحات النادي في العودة لمنصات التتويج بامتلاكه أسلحة هجومية فتاكة.
وعلى صعيد آخر بعيدًا عن المنافسة الفنية داخل المستطيل الأخضر، أظهر سيف الجزيري موقفًا لافتًا تجاه أزمة المستحقات المالية المتأخرة؛ فقد آثر المهاجم التونسي عدم التصعيد أو توجيه أي إنذارات رسمية لإدارة النادي، مفضلًا الصبر وعدم اتباع النهج الذي سلكه بعض زملائه المحترفين في الفريق، أمثال الفلسطيني عدي الدباغ، والبرازيلي خوان بيزيرا، والمغربي محمود بنتايج، الذين لجأوا مؤخرًا إلى القنوات الرسمية لشكوى النادي حفاظًا على حقوقهم المالية.
التعليقات