تسعى وزارة الشباب والرياضة حثيثًا إلى توفير بيئة رياضية آمنة تضمن سلامة الممارسين وتعزز من مستوياتهم البدنية، حيث تواصل الجهات المعنية بالطب الرياضي تفعيل منظومة الفحوصات الشاملة في مختلف الفروع والمراكز المنتشرة بجميع أنحاء البلاد، وذلك كخطوة استباقية لتحصين اللاعبين ضد الإصابات والمخاطر الصحية المحتملة قبل تفاقمها. وتستند هذه الإجراءات الدقيقة إلى المعايير المعتمدة في الكود الطبي الذي أقرته الوزارة مؤخرًا، بهدف بناء قاعدة بيانات صحية موثقة لكل لاعب، مما يضمن ممارسته للنشاط الرياضي وفق ضوابط صحية سليمة تحميه من أي مضاعفات مفاجئة.

وتتسم الفحوصات المقدمة بالشمولية والدقة، إذ لا تقتصر على الكشف الظاهري فحسب، بل تمتد لتشمل تقييمًا دقيقًا لعضلة القلب والرئتين من خلال الرسوم البيانية والموجات الصوتية (إيكو)، بالإضافة إلى قياس كفاءة التنفس وضغط الدم. ويتم تعزيز هذه النتائج بتحاليل مخبرية متكاملة تشمل فحص صورة الدم ومستويات السكر والكوليسترول وإنزيمات القلب، للتأكد من الجاهزية التامة للجسد وقدرته على تحمل الجهد المبذول.

وفيما يخص آلية التنفيذ ومواقعه، يتم استقبال أبطال المنتخبات الوطنية والرياضيين الأولمبيين في المركز المتخصص بالمعادي لإجراء هذه الفحوصات بأعلى مستويات الجودة، بينما تجوب القوافل الطبية المجهزة مختلف الأندية والهيئات الشبابية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة في مختلف المحافظات. وقد شملت الحملات الميدانية الأخيرة لاعبين من عدة أندية بارزة مثل الزهور، وسوديك، والأسمرات، والمعادي واليخت، مما يعكس حرص الدولة على توسيع دائرة الرعاية لتشمل الجميع.

وتأتي هذه التحركات الميدانية المستمرة تجسيدًا لرؤية استراتيجية راسخة تضع صحة اللاعب فوق كل اعتبار، إيمانًا بأن البناء السليم للجسم والرعاية الصحية الوقائية هما الركيزة الأساسية لصناعة بطل رياضي قادر على المنافسة القوية، والاستمرار في الملاعب، وحصد الألقاب باستدامة واقتدار.