في واقعة مأساوية هزت الأبدان، أماط وزير الداخلية الكويتي، الشيخ فهد اليوسف، اللثام عن تفاصيل جريمة مروعة ارتكبها أحد المنتسبين للسلك العسكري بحق شقيقته، حيث ظلت طي الكتمان لسنوات طويلة. لم تكن الصدمة تكمن في القتل فحسب، بل في التواطؤ العائلي الغريب الذي استمر منذ وقوع الحادثة في عام 2022، إذ تكتم ذوو الجاني على الفعلة وقاموا بإخفاء الجثمان، ليبقى الأمر سراً دفيناً حتى تم كشف المستور والقبض على الفاعل مؤخراً في عام 2025.
وقد أرجع الوزير السبب الرئيسي خلف هذا الانحراف السلوكي العنيف إلى آفة المخدرات وتأثيراتها المدمرة التي تذهب بالعقل، معبراً عن عميق تأثره وهول الصدمة التي حرمته من النوم منذ معرفته بالتفاصيل. وأشار بمرارة إلى أن دائرة التستر كانت واسعة بشكل غير مفهوم، حيث اشترك جميع أفراد الأسرة من والدين وأشقاء، وحتى زوج الضحية، في جريمة الصمت المطبق وعدم إبلاغ السلطات الأمنية عما حدث طوال تلك المدة الزمنية.
وفي سياق حديثه عن الجوانب الإنسانية المؤلمة للقضية، تطرق الوزير إلى مأساة ابن الضحية الذي قضى سنوات يسأل ببراءة عن مكان والدته الغائبة، دون أن يتحرك ضمير أي من المحيطين به لكشف الحقيقة أو البحث عنها، وهو الموقف الذي أثار شجون الوزير وحزنه الشديد. واختتم حديثه بالتأكيد على أن هذا النموذج الشاذ والقاسي لا يعكس بأي حال من الأحوال قيم الأسرة الكويتية وتقاليدها الراسخة، مشدداً على العزم الكامل لإنفاذ سيف القانون وتطبيقه بصرامة على الجميع دون أي تهاون أو استثناء.
التعليقات