في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، بات تدبير ميزانية المنزل يتطلب ذكاءً في اختيار الأصناف التي تجمع بين التوفير والمذاق الشهي، لا سيما مع حلول ليالي الشتاء التي تزيد فيها الحاجة إلى أطباق تمنح الدفء والطاقة. وهناك العديد من الخيارات المتاحة التي يمكن إعدادها بتكلفة بسيطة للغاية لا تتجاوز حدود الميزانية اليومية المحدودة، مع ضمان تقديم قيمة غذائية عالية لكافة أفراد الأسرة.

تتربع شوربة العدس الأصفر على عرش الموائد الشتوية كخيار أول، فهي ليست مجرد وجبة موفرة، بل مخزن للبروتين والألياف، حيث يتم طهي العدس مع تشكيلة من الخضروات ثم خفقها لتقديم حساء كريمي يبعث الدفء في الأبدان. وفي نفس السياق، يعد طبق “الكشري البيتي” منافساً قوياً، إذ يعتمد على مزج الأرز مع العدس والمكرونة وصنع صلصة مميزة، ليقدم وجبة مشبعة غنية بالكربوهيدرات والبروتين النباتي تكفي لغداء أو عشاء عائلي دسم. كما يمكن الاستعانة بوجبة الفول المدمس المضاف إليه الطحينة والليمون كخيار أساسي يمد الجسم بالطاقة طوال اليوم بفضل محتواه العالي من الألياف المشبعة.

علاوة على ذلك، تعتبر البطاطس عنصراً جوهرياً في المطبخ الاقتصادي، حيث يمكن تحويلها إلى طاجن في الفرن مع شرائح الكوسة والطماطم لتقديم وجبة متكاملة، أو سلقها وهرسها مع قليل من الحليب للحصول على طبق جانبي ناعم وسريع يمنح الطاقة. ولعشاق المعجنات والأرز، يمكن تحضير المكرونة بصلصة طماطم منزلية غنية، مع إمكانية تعزيزها بأي خضروات موسمية لرفع قيمتها الغذائية، أو طهي الأرز الملون بالبسلة والجزر كوجبة عشاء خفيفة ومغذية في آن واحد.

ومن الأفكار الذكية أيضاً استغلال البيض بطرق مبتكرة لزيادة الكمية والفائدة، مثل إعداد “العجة” في الفرن بخلط البيض مع الخضروات المتوفرة والبصل، مما ينتج طبقاً غنياً وموفراً، أو تحضير البيض المقلي مع الطماطم والفلفل في وجبة سريعة تصلح للإفطار أو العشاء. ولا ننسى المحاشي بأنواعها، سواء الكوسة أو الكرنب، التي تعتمد في حشوتها على الأرز والخضرة والطماطم، لتقدم وجبة دافئة ومشبعة بتكلفة زهيدة مقارنة بحجمها الكبير.

لتحقيق أقصى استفادة من هذه الوصفات، يُنصح دائماً بالاعتماد على الخضروات في موسمها لضمان جودتها ورخص ثمنها، مع محاولة طهي كميات تكفي ليومين لتوفير استهلاك الطاقة والجهد. كما يفضل استبدال اللحوم بالبقوليات كمصدر رئيسي للبروتين في معظم الأيام، مما يتيح موازنة المصروفات دون التقصير في حق الأسرة من حيث التغذية والطعم الجيد.