في إطار الخطوات المتواصلة للارتقاء بمنظومة التحكيم المصري، شهد مركز المنتخبات الوطنية بمدينة السادس من أكتوبر نشاطاً مكثفاً، حيث عقدت اللجنة الرئيسية بقيادة أوسكار رويز معسكراً تدريبياً مخصصاً للمحكمات، ضم ستين مشاركة ما بين حكم ساحة ومساعد. وقد حرصت اللجنة على توحيد المعايير الفنية والبدنية، إذ خضعت العناصر النسائية لنفس سلسلة التقييمات الصارمة، بشقيها النظري والعملي، التي تطبق عادة على حكام النخبة والدرجات المختلفة، وذلك بحضور هيام بركة، المسؤولة عن ملف التحكيم النسائي، لمتابعة سير الاختبارات.

واستكمالاً لهذه الرؤية التطويرية الشاملة، تواصلت الفعاليات بتنظيم ورشة عمل أخرى استهدفت حكام الدرجة الثانية “ب”، بمشاركة ثمانين حكماً ومساعداً في نفس المقر. وقد استهل البرنامج بمحاضرات فنية ألقاها رئيس اللجنة، تضمنت تحليلات دقيقة عبر تقنية الفيديو، قبل الانتقال إلى أرض الملعب لإجراء القياسات البدنية تحت إشراف أعضاء اللجنتين الرئيسية والفنية. وتأتي هذه التحركات كجزء من سلسلة برامج شملت سابقاً حكام دوري المحترفين ومجموعة النخبة، بهدف التنقيب عن الكفاءات الشابة وصقل مهاراتهم ليكونوا نواة لجيل تحكيمي جديد ومتميز.

وعلى صعيد التحضير لاستئناف منافسات الدوري الممتاز، استغلت اللجنة فترة التوقف الأخيرة لعقد لقاء موسع مع حكام المسابقة الأكبر، بحضور الدكتور مصطفى عزام الأمين العام للاتحاد. وقد ركز الاجتماع على الجوانب التأهيلية والمحاضرات الفنية لضمان الجاهزية التامة للمباريات المقبلة. وفي خطوة نوعية لرفع الكفاءة البدنية، طبقت اللجنة لأول مرة نظام “الفواصل الزمنية” في الاختبارات الميدانية، وهو المعيار المعتمد للحكام المرشحين لكأس العالم 2026. ويعتمد هذا الاختبار الشاق على قياس قدرة الحكم على تكرار السرعات العالية والتعافي السريع من المجهود، من خلال الركض لمسافات محددة في أزمنة قياسية تتخللها فترات مشي، وقد أظهر الحكام مستوى لافتاً من اللياقة والجاهزية خلال هذه التقييمات الدقيقة.