بدأ حياته بالغناء والتلحين والتمثيل واشتهر بروائع الغناء الشعبى والموال وكان مطرب الموال الاول فى مصر وقام بتقديم مجموعة من الافلام اشهرها فيلم" كابتن مصر " وبعدما اختطفته السينما وتخصص ايضا فى تقديم الاغاني البدوية كما قام بانتاج بعض الاعمال الفنية وافتتح مشروعا فنيا مسرح منوعات امام منزله بحي الزمالك على البحر وكان يتفح شباك بيته فيرى مسرحه ،وقام بتشغيل اغلب اهل الغناء والاستعراض ،ثم تفرغ للغناء وتدريجيا جذبه الغناء الدينى ومع الوقت لم يغني سواها واشتهر بها اكثر من الاغنيات

الحاج محمد الكحلاوى ، ممثل ومطرب ومنشد ديني مصري ، ولد بمنيا القمح الشرقية فى اكتوبر 1912 م ، يتيما بعدما توفيت والدته أثناء ولادته ولحق بها أبوه وهو لا يزال طفلا ، وتربي فى أسرة فنية حيث احتضنه خاله الفنان محمد الكحلاوي الذى كان معاصرا للفنان صالح عبدالحي وكان ذا صيت في ذلك ، والطريف فى مسيرة الكحلاوى ايضا انه كان عاشقا لكرة القدم ، وكابتن فريق نادى السكة الحديد ، ويلازم نادى الزمالك والترسانة فى كل سفرياتهم ،ولكن لعبت الصدف معه لعبة سعيدة، حيث جذبته السينما وكان يشارك كفرد كومبارس فى فرقة عكاشة المسحرية ، وذات يوم تأخر مطرب الفرقة زكى عكاشة فطلب منظم الحفل من الكحلاوى الغناء على سبيل تسلية الجمهور حتى يأتي المطرب الاصلي وفوجيء منظم الحفل بتجاوب الجمهور والكحلاوى نفسه اتفاجيء لدرجة انه خرج سريعا قبل ان يحيي الجمهورمن خجله .

ومن خلال سفرياته للدول العربية وتحديدا بلاد الشام لفترة طويلةمع فرقة عكاشة اتقن اللغة البدوية بلهجتها الاصلية واتقن غناء الموال والعتابة ، وكون فى بداية حياته ثلاثية جميلة مع بيرم التونسي بالكتابة وزكريا احمد بالتلحين وهو بالغناء ، وبدأ نجما فى اول افلامه من انتاج بدر لاما ، واستطاع تأسيس شركة انتاج فني "شركة انتاج افلام القبيلة " تخصص فى الافلام البدوية مثل"احكام العرب " ، و" أسيرالعيون " و"يوم فى العالي " و"بنت البادية " وغيرها بخلاف الافلام التى شارك فيها بالتمثيل ثم بعدم انتج اكثر من 50 عملا  ، لحن الكحلاوي اكثر من 500 اغنية دينية ، من اصل 1200 عمل له ، اغلبها تواشيح وابتهالات ، وسيرة نبوية ، وملاحم وأوبريتات منها " سيرة محمد " ،وسيرة السيد المسيح " وقصة حياة ابراهيم الخليل "واشتهر باغنيات "لاجل النبي " و "حب الرسول يابا دوبنى دوب " ..

وكان الكحلاوى قد وصل لحالة من الايمان قوية مما جعله يقوم بتأدية فريضة الحج 40 مرة متواصلة ، وهجر عمارته المطلة على نيل الزمالك وبنى مسجدا يحمل اسمه وسط مقابر الامام الشافعي ، وبنى فوقه استراحة وسكنها وبنى مدفنه فيا ، وبدأت خلوته فى الجامع الخاص به ، حصل الكحلاوى على تكريمات وجوائز كثيرة منها جائزة الملك محمد الخامس عام 1967 على وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى ، ثم حصل على جائزة الدولة التقديرية ، بالاضافة الي العديد من الاوسمة والنياشين .

احسن محمد الكحلاوى فى تربية ابنائه والذين يعدوا فخرا لاي اب ، فرحل تاركا اولاد صالحين تحققت فيهم اركان العمل الصالح والدعوة الطيبة ، وهم محمد واحمد وعبلة ، والتى توفاها الله بعدما قضت عمرها فى خدمة الدعوة الاسلامية والخير ، وابنه احمد الكحلاوى الذى يسعي حاليا لتأسييس متحف يضم اوسمة وملابس وصور والده النادرة ، والذى من المقرر ان يقام بجوار مسجده بالامام الشافعي ، كما يحرص على احياء تراث أناشيده الدينية من خلال الفرقة القومية التابعة لوزارة الثقافة .

وتوفاه الله فى الخامس من اكتوبر 1982

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل