مع الشروق .. إشارات ورسائل للدّاخل وللخارج

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. إشارات ورسائل للدّاخل وللخارج, اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024 02:10 صباحاً

مع الشروق .. إشارات ورسائل للدّاخل وللخارج

نشر في الشروق يوم 08 - 10 - 2024

2329050
حين صوّت الشعب التونسي بتلك الكثافة لمنح ثقته للرئيس قيس سعيّد.. وحين خرج محتفيا ليلة تسرّب أخبار فوزه الكاسح بتلك التلقائية، فقد كان يرسل الكثير من الإشارات والرسائل في كل الاتجاهات داخليا وخارجيا.. إشارات مفادها أنه صوّت للاستمرار وللاستقرار ورسائل مفادها أنه ينتصر لمن يُعلي راية السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني.. أما باقي الملفات التنموية وأساسا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فسوف يأتي وقت فتحها والانكباب عليها بعمق لإيجاد الحلول الجذرية لكل الاشكاليات القائمة مهما كانت شائكة ومعقّدة ومستعصية.. وقد استشعر التونسيون أن وقت معالجة هذه الملفات قد حان بعد أن أسّس رئيس الدولة لهذه المهمة الكبرى من خلال التركيز على تخليص الإدارة من كل المكبّلات ومن خلال التوجّه إلى محاربة آفة الفساد.. وكذلك من خلال تأطير الفعل التنموي عموما كفعل يندرج في إطار معركة تحرير وطني وإعلاء للسيادة الوطنية وتحقيقا لتطوّر البلاد والازدهار للمجتمع وللأمن الغذائي.. وأي معركة أنبل وأقدس من معركة القضاء على التخلّف وعلى الفساد وعلى التبعيّة للخارج؟ وهي معركة تستدعي انخراط كل شرائح الشعب وتسلح الجميع بالوعي اللازم وبروح المسؤولية اللازمة لتذليل الصعاب وكسب هذه المعركة.. وهي معركة وطن ومعركة مصير.. ولا خيار لنا أمامها فإما أن نكسبها أو أن نكسبها.
والمطلوب الآن من الشعب التونسي عموما ومن تلك الحشود التي خرجت بتلقائية تهتف لرئيس الدولة وتهتف لتونس هو أن تعمل على تحويل تلك الطاقة الايجابية وذلك الالتفاف في جبهة وطنية صلبة إلى قوة دفع للمسار التنموي في كل مجالات التنمية. ذلك أن هذا الهدف النبيل هو أولا مسؤولية للدولة المطالبة بالتوعية والتحسيس وتحديد الأهداف الواضحة والتعبئة في سبيل تحقيقها.. ولكنه ثانيا مسؤولية المواطن التونسي أيضا المطالب بأداء دوره على الوجه الأكمل وبالتحلي بروح المسؤولية واستنهاض إرادته وهمّته وضميره للإسهام الفاعل في اختصار المسافات وتحقيق الأهداف المنشودة.
فبعد سنوات من انطلاق مسار 25 جويلية وما تبعه من اجراءات ومن توجّهات أعلن عنها وبلورها رئيس الدولة لتوجيه التونسيين الوجهة الصحيحة نحو مواطن الخلل وتنبيههم إلى الأعداء الحقيقيين فإنه لم يعد هناك مجال للتردّد ولم يعد هناك مجال لعدم الانخراط في معركة التنمية والبناء والتشييد.
ولقد كان واضحا في خطاب التونسيين وفي أحاديثهم وفي شعاراتهم التي رفعوها أن العنوان الأكبر بالنسبة للمرحلة المقبلة هو البناء والتشييد. وأن الأمل الأكبر الذي يعمّرهم هو أمل رؤية كل الملفات التنموية تفتح ويجري حسمها في أقصر الآجال. ذلك أن عشرية الخراب الإخواني كانت قد فعلت فعلها وتركت أثرها المدمّر على كل مناحي الحياة في البلاد.. حين ضرب سرطانها الخبيث الإدارة ومفاصل الدولة ودواليب الاقتصاد ومنظومات الإنتاج.. وحين حاول قتل الحسّ الوطني للتونسيين ودفعهم إلى التقوقع والاستقالة من الشأن العام على أساس أن «الوطن حفنة تراب» وعلى أساس أن انتماءهم هو للأمة الإسلامية وليس لتونس كجزء لا يتجزأ من هذا العالم الإسلامي.
الآن انتهت مرحلة التشخيص والمطلوب أن تأتي مرحلة الجراحة لاستكمال تطهير الإدارة من الاختراق الإخواني وقد باتت في الكثير من مفاصلها تعمل في الاتجاه المعاكس لإرادة ورغبة وتوجّهات رئيس الدولة. وهي خطوة أساسية وحاسمة لتسهيل مباشرة وفتح وحسم كل الملفات.. واعتقادنا جازم بأن تعيين رئيس الحكومة الجديد مع كامل فريقه قبيل الانتخابات الرئاسية بأسابيع قليلة إنما كان يشي بالعناوين الكبرى للمرحلة الجديدة: مرحلة الكفاءة والعمل والانجاز.. والانطلاق بتونس نحو أفق النماء والرخاء الرحبة.
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق