يؤدي الجهاز الهضمي وظائفه بفضل تكاتف عدة أعضاء، وتلعب المرارة دورًا محوريًا في هذه المنظومة باعتبارها المستودع الرئيسي للعصارة الصفراوية اللازمة لتفكيك الدهون ومعالجتها داخل الجسم. وحينما يضطرب عمل هذا العضو، يبعث الجسم برسائل تحذيرية تتجلى غالباً في شعور بالألم يتركز في الجهة اليمنى العلوية من البطن، وتحديداً تحت القفص الصدري حيث يستقر الكبد. ينشأ هذا الوجع عادةً نتيجة تمدد المرارة أو تهيجها، وفي حال تكون الحصوات، قد يواجه المريض نوبات حادة تُعرف بالمغص الصفراوي. ترتبط هذه النوبات بشكل وثيق بنوعية الغذاء، إذ تداهم المريض عادةً عقب تناول وجبات دسمة مشبعة بالزيوت، لا سيما في فترات المساء، وقد تمتد لساعات. وبينما قد تأتي هذه الأوجاع وتزول، فإن استمرار الألم دون انقطاع قد ينذر بوجود التهاب حاد يتطلب انتباهاً طبياً.

لا تقتصر المعاناة على الألم الموضعي فحسب، بل تمتد لتشمل اضطرابات في المعدة مثل الشعور بالغثيان أو القيء، وهي ردود فعل شائعة تصاحب عادةً الوجع البطني بعد الأكل الثقيل. وإذا تزامن هذا الألم مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو شعور بالرجفة، فإن الأمر يدعو للقلق؛ إذ يُعد ذلك مؤشرًا محتملاً على حدوث التهاب، حيث تشير الملاحظات الطبية إلى أن نسبة معتبرة من المصابين بالتهاب المرارة يعانون من الحمى، والتي قد تكون دليلاً قوياً على وجود عدوى أو مضاعفات صحية خطيرة في حال كانت الحرارة مرتفعة جداً.

ومن العلامات الظاهرة التي يمكن رصدها بالعين المجردة تغير لون البشرة وبياض العينين إلى اللون الأصفر، وهي حالة تُعرف باليرقان، وتنتج عن احتباس السوائل الصفراوية وارتفاع مادة البيليروبين في الدم نتيجة انسداد القنوات، وقد يرافق ذلك شعور بالحكة الجلدية. ويمتد تأثير هذا الخلل الداخلي ليغير من طبيعة الفضلات؛ فبسبب عدم وصول العصارة الصفراوية إلى الأمعاء، يفقد البراز لونه المعتاد ليصبح شاحبًا أو طينيًا، في حين يزداد تركيز البيليروبين المطروح عبر الكلى، مما يُكسب البول لونًا داكنًا يميل إلى لون الشاي.