أعرب طه نوح، المتخصص في الإعداد البدني، عن بالغ تقديره لتجربته الحالية مع المنتخب الفلسطيني، واصفاً إياها بأنها حالة إنسانية ومهنية فريدة لا تشبه غيرها من المحطات الرياضية، وذلك لما يظهره عناصر الفريق من صلابة ذهنية استثنائية. فقد أوضح أن هؤلاء اللاعبين يحملون على عاتقهم هموماً ثقيلة، إذ قد تصلهم أثناء المعسكرات أنباء مؤلمة تخص ذويهم، ومع ذلك يمتلكون قدرة لافتة على تحويل تلك الضغوط النفسية الهائلة إلى وقود يدفعهم للقتال داخل المستطيل الأخضر، سعياً منهم لرفع اسم بلادهم ورسم البسمة على وجوه مشجعيهم، وهو ما يجعل معدنهم مختلفاً عن بقية اللاعبين.
وفي سياق تقييمه الفني والبدني للعناصر الفردية، لفت نوح الأنظار إلى الموهبة التي يتمتع بها اللاعب حامد حمدان، واصفاً إياه بالمقاتل الذي يجمع بين المهارة العالية والمخزون البدني الوفير، فضلاً عن تميزه ببرودة أعصاب واتزان كبير يساعده على التطور المستمر، متنبئاً له بمستقبل مشرق. وعلى الجانب الآخر، تطرق إلى شخصية عدي الدباغ، مشيراً إلى أنه يمثل روح الفريق بفضل حسه الفكاهي ومرحه الدائم، بالتوازي مع امتلاكه لبنيان جسماني قوي يمكنه من تقديم أداء شرس وحماسي أثناء المباريات الرسمية.
ومع قرب انتهاء مهمته المؤقتة في بطولة كأس العرب وعودته لاستئناف عمله ضمن الجهاز الفني للنادي الأهلي، أبدى نوح سعادته الكبيرة بهذه الفترة، مشدداً على أن قائمة “الفدائي” تزخر بمواهب قادرة على تقديم الإضافة النوعية لأي نادٍ قد يلتحقون به. وتجدر الإشارة إلى أن تواجد نوح مع المنتخب الفلسطيني جاء ثمرة تعاون أخوي ورسمي، حيث لم تتردد إدارة الكرة بالنادي الأهلي، ممثلة في وليد صلاح الدين، في تلبية نداء الاتحاد الفلسطيني والموافقة الفورية على إعارة مدرب الأحمال، دعماً لمسيرة الفريق الشقيق في البطولة التي احتضنتها الملاعب القطرية.
التعليقات