وضعت الدولة المصرية ملف بناء الإنسان على رأس أولوياتها، حيث تبلورت رؤية القيادة السياسية في التعامل مع قطاعي الشباب والرياضة باعتبارهما ركيزة أساسية للأمن القومي والتنمية المستدامة، وليسا مجرد أنشطة ترفيهية، وقد تجلى ذلك في التوجيهات المستمرة بضرورة ترسيخ ممارسة الرياضة كأسلوب حياة يومي لكافة المواطنين، مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة، ويعزز من قيم الانتماء، ويخلق جيلًا واعيًا ومبدعًا بعيدًا عن الأفكار الهدامة، وهو ما يؤكد أن الاستثمار في طاقات الشباب هو الاستثمار الأمثل لمستقبل الوطن.
وانعكاسًا لهذه الرؤية الاستراتيجية، شهدت البنية التحتية الرياضية في مصر تحولًا جذريًا ونقلة نوعية غير مسبوقة، حيث عملت الجهات المعنية وفق خطة شاملة لتعظيم الاستفادة من الأصول والموارد المتاحة، ونتج عن ذلك منظومة متكاملة تضم أكثر من 6430 منشأة متنوعة تغطي كافة أنحاء الجمهورية، وتراوحت هذه الإنجازات بين تحديث الاستادات الكبرى، وتشييد المدن الشبابية المتكاملة، وتطوير الآلاف من ملاعب كرة القدم، بالإضافة إلى إنشاء صالات مغطاة بمواصفات عالمية، وحمامات سباحة، ووحدات للطب الرياضي، فضلًا عن إطلاق سلاسل أندية جديدة ومراكز للابتكار والتعلم، مما يضمن تقديم خدمات تليق بطموحات المواطن المصري.
ولم تقتصر هذه النهضة العمرانية على المدن الكبرى فحسب، بل امتدت أيادي التطوير لتشمل القرى والمناطق الأكثر احتياجًا والمحافظات الحدودية، وذلك من خلال المبادرات الوطنية الرئاسية التي غيرت وجه الحياة في الريف المصري، حيث تم ضخ استثمارات ضخمة تجاوزت 54 مليار جنيه خلال السنوات الست الماضية لتطوير وتشييد مئات من مراكز الشباب، بما يضمن وصول الخدمات الرياضية والثقافية إلى كل شبر في أرض مصر، وهو ما ظهر جليًا في المشروعات المنفذة في مناطق نائية مثل شلاتين، تأكيدًا على مبدأ العدالة في توزيع الخدمات.
وعلى الصعيد الدولي، نجحت مصر خلال عام 2025 في ترسيخ مكانتها كقبلة عالمية للرياضة وعاصمة للفعاليات الكبرى في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تحولت الملاعب والصالات المصرية إلى ساحات تنافس لأبطال العالم في مختلف اللعبات، فقد استقبلت القاهرة والإسكندرية والعاصمة الإدارية الجديدة سلسلة متتابعة من البطولات المرموقة، بدءًا من منافسات الخماسي الحديث التي تنوعت بين كؤوس عالم وبطولات للناشئين، مرورًا ببطولات الجمباز الفني التي أبهرت المتابعين في استاد القاهرة.
واستكمالًا لهذا الزخم، كانت الصالات المغطاة مسرحًا لأحداث استثنائية في عالم كرة اليد، حيث استضافت العاصمة الإدارية بطولة العالم للأندية “سوبر جلوب” بمشاركة صفوة أندية العالم، بجانب بطولة العالم للشباب، كما لم تغب دقة التصويب عن المشهد من خلال استضافة بطولة العالم للرماية، بينما كانت ملاعب الإسكندرية والقاهرة شاهدة على منافسات قوية في الاسكواش لفئة الناشئين، ولم يخلُ المشهد من البطولات القارية الجماعية، حيث احتضنت الإسماعيلية تصفيات إفريقيا للهوكي، ونظم استاد القاهرة العرس العربي لكرة السلة للسيدات الذي تكلل بانتصار مصري، وصولًا إلى استضافة بطولة الأمم الإفريقية للشباب في كرة القدم، مما يؤكد الجاهزية التامة والقدرات التنظيمية الهائلة التي باتت تمتلكها الدولة المصرية.
التعليقات