مع الشروق .. ... ولن تَجْنِيَ إلاّ الهزيمة والانكسار !

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. ... ولن تَجْنِيَ إلاّ الهزيمة والانكسار !, اليوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024 12:50 صباحاً

مع الشروق .. ... ولن تَجْنِيَ إلاّ الهزيمة والانكسار !

نشر في الشروق يوم 24 - 09 - 2024

2327231
يخطّط الإرهابي بنيامين نتنياهو لتحقيق عدة أهداف من خلال تصعيده المجنون ضد لبنان.. ومن خلال إمعانه في استهداف المدنيين والمنازل والبنى التحتية..
أولا: هو يخطّط من خلال حملته المسعورة وتركيزه على استهداف المدنيين لدقّ اسفين بين حزب الله وبين بيئته التي تحتضنه وتشكل بالنسبة له خزّان المجاهدين والرئة التي تمدّه بجرعات الأكسجين التي يحتاجها ليواصل مسيرة تصدّيه للنوايا التوسّعية للعدو الصهيوني ونصرة المقاومة في غزة وفي فلسطين المحتلة عموما..
ثانيا: هو يخطّط لتفريغ شريط حدودي في جنوب لبنان بعمق عشرة كيلومترات على الأقل.. وهو ما يعني دفع حزب الله بمقاتليه وبأسلحته وبهياكله إلى ما وراء نهر الليطاني في مسعى معلن إلى حماية المستعمرات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة وقبالة الشريط الحدودي مع لبنان.
ثالثا: هو يخطّط، وهذا أيضا هدف معلن إلى إعادة حوالي 130 ألف مستوطن دفعتهم صواريخ وضربات حزب اللّه في سياق إسناده للمقاومة الفلسطينية في غزّة إلى مغادرة منازلهم والتكدس في مناطق بعيدة عن مرمى نيران المقاومة اللبنانية..
رابعا: هو يريد استغلال لحظة سياسية فريدة تمرّ بها الإدارة الأمريكية وهي تقف في حالة شلل وعجز كاملين على مرمى أيام من الانتخابات الرئاسية.. حيث يعيش القرار الأمريكي حالة تردّد وميوعة بين إدارة قد تغادر البيت الأبيض وإدارة تريد دخول البيت الأبيض.. فترة الفراغ هذه يدرك نتنياهو حاجة طرفي المعادلة في واشنطن خلالها إلى دعم اللوبي الصهيوني ما يجعل الحزبين الديمقراطي والجمهوري يتسابقان على طلب ودّ الكيان وعلى دعمه بما يحتاج من غطاء سياسي لاستكمال مخطّطاته التي تقع بالكامل في نهاية المطاف صلب الحسابات والمخططات الأمريكية للمنطقة.. وصلب الترتيبات الاستراتيجية التي تسعى لتمريرها على نار هادئة وبالضغط السياسي أحيانا.. وبطريقة صاخبة وبالتهديد العسكري أحيانا أخرى..
نتنياهو قرأ جيّدا اللحظة السياسية في أمريكا وفي الإقليم. حيث بات على قناعة بأن شقّا واسعا من الأنظمة العربية بات هو الآخر يطلب رأس المقاومة اللبنانية ومعه رأس المقاومة الفلسطينية ليستريحوا من مغصٍ «يحرمهم» من عسل التطبيع كما قرأ نتنياهو جيدا اللحظة السياسية المرتبكة في طهران الحليف الرئيسي لحزب الله بل مزوّده الرئيسي بأسباب الحياة وهو ما يجعل إيران تنحو باتجاه الانكفاء على ذاتها في انتظار مرور عاصفة باتت تشكل تهديدا وجوديا للثورة الإيرانية.. عاصفة جرفت معها عديد القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية ولم تستثن حتى كبار ضيوف إيران وفي مقدمتهم الشهيد اسماعيل هنية الذي ما تزال طهران تلوّح على استحياء بالثأر والقصاص له لكن دون تنفيذ لوعيدها حتى الآن وهو ما قرأه نتنياهو على أنه دليل وهن إضافي..
كل هذه العوامل مجتمعة دفعت بنتنياهو إلى الاندفاع بهذه القوة نحو الجنوب اللبناني في مسعى واضح لتحقيق أهداف استراتيجية على حساب إيران وحليفها حزب الله ومعه محور المقاومة من جهة.. وكذلك لتهيئة الطريق إلى ما بعد غزّة وما بعد جنوب لبنان من جهة أخرى.. حيث أن نتنياهو يتطلع إلى أبعد من ذلك بكثير، إلى الأفق الممتدّ بين النيل والفرات كفضاء (أولي) لما يسمى «اسرائيل الكبرى» طالما أن حسابات الحقل الصهيوني تتوافق بالكامل مع حسابات البيدر الأمريكي.. وطالما أن اللحظة العربية والإقليمية مواتية من منظور صهيوني لتحقيق اختراقات دراماتيكية تصب في خانة المشروع الصهيوني القائم على التمدّد والتوسّع وعلى مزيد التمدّد والتوسّع..
فات نتنياهو فقط أنه لم يتعلم من دروس نكساته ونكسات كيانه المارق.. ونسي تفاصيل خروج القوات الصهيونية المذل مهزومة مدحورة من جنوب لبنان عام 2006.. لأن إرادة الشعوب لا تقهر وإرادة المجاهدين لا تكسر.. وإن كانت له صولة فلرجال اللّه في المقاومة ولشرفاء الأمة العربية صولات.. على قول المثل «من يضحك أخيرا يضحك كثيرا».
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق