د. السيد خضر.. مدرس اقتصاد:  

الشراء للحماية من المخاطر.. والحفاظ علي قيمة المال

يري د. السيد خضر مدرس اقتصاد بمعاهد الجزيرة العليا أن ارتفاع أسعار الذهب يمكن أن يرجع إلي عدة عوامل خاصة في ظل الأزمات والحروب. حيث يميل الأفراد إلي شراء الذهب كوسيلة للحفاظ علي قيمة المال. ما يؤدي إلي زيادة الطلب وارتفاع الأسعار. وارتفاع التضخم الناتج عن الحروب يمكن أن يؤدي إلي زيادة الإنفاق الحكومي. ما يجعل الذهب خيارا جاذباً للحماية من فقدان القوة الشرائية. كذلك تقلبات العملات إذا تأثرت العملات المحلية أو العالمية نتيجة النزاعات. فإن الذهب الذي يعتبر عملة عالمية. قد ترتفع قيمته. أيضاً المضاربات في الأسواق المالية حيث يقوم المستثمرون بالمضاربة علي أسعار الذهب في أوقات الأزمات. ما يسهم أيضا في ارتفاع سعره.
أشار إلي زيادة الأسعار في ظل الأوضاع المضطربة إذ تشهد أسعار الذهب ارتفاعا ملحوظا. وقد يتجه المزيد من المستثمرين إلي الذهب كوسيلة للحماية من المخاطر. أيضا تزداد التقلبات في السوق بسبب التوترات الجيوسياسية. ومع استمرار تصاعد وتيرة النزاعات أو تصاعدها يحدث ارتفاع الأسعار. حيث يزداد الطلب علي الذهب كملاذ آمن. كذلك السياسة النقدية من خلال قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة يمكن أن تؤثر علي أسعار الذهب فخفض الفائدة يميل إلي دعم أسعار الذهب. بينما رفعها قد يؤدي إلي انخفاض الأسعار. كذلك استمرار مستويات التضخم المرتفعة. حيث يلجأ المستثمرون إلي الذهب كوسيلة للحفاظ علي القيمة. كذلك الطلب العالمي أي زيادة في الطلب من الدول الكبري مثل الهند والصين يمكن أن ترفع الأسعار خاصة خلال مواسم الأعياد.پ
أضاف أن تقلبات الأسواق المالية قد تؤدي إلي تزايد الطلب علي الذهب كملاذ آمن. ومع ارتفاع محتمل إذا استمرت التوترات الجيوسياسية. قد نشهد ارتفاعاً في الأسعار. بينما يكون استقرار نسبي إذا حدثت تسويات سياسية أو تحسن في الأوضاع. والفترة الحالية تشهد إقبالا كبيرا علي الشراء.

  د. عمرو عرفة.. مدرس التمويل والاستثمار:  

البنوك المركزية تلجأ إليه لضمان تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي

أوضح الدكتور عمرو عرفة مدرس التمويل والاستثمار بأكاديمية وادي العلوم أن الذهب يستخرج من الصخور علي شكل عروق من باطن الأرض والجبال ويتم استخلاص منه النحاس والرصاص وصولاً لدرجة نقاء تصل إلي 99.99% وهو عيار 24. وتمضي السنوات والعصور ويظل هذا المعدن النفيس يخطف الأنظار أينما وقعت عليه العين ببريقه الساحر. لذا أصبح الملاذ الآمن ويمثل أداة استثمارية للدول متمثلة في بنوكها المركزية والأفراد كمخزن للقيمة كأداة مالية للتحوط من التغير في القيمة الشرائية للنقود وخاصة في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. ووفقاً لمجلس الذهب العالمي فإن البنوك المركزية تمتلك خمس كمية الذهب المستخرجة عبر التاريخ حيث أن احتياطي البنك الفيدرالي الأمريكي 8133.46 طن والصين 3110.29 طن وروسيا 2335.85 طن ويبلغ احتياطي البنك المركزي المصري 126.57 طن ومن أهم أسباب احتفاظ البنوك المركزية بالذهب كجزء من احتياطاتها يرجع إلي ضمان تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي.
أضاف أن التحوط من التضخم وتنويع الاحتياطيات يكون له الأثر علي السيولة النقدية وحجم النقود المتداولة وهو أيضا من عوامل الثقة في قوة اقتصاد الدولة ضد الأزمات وتقلب أسعار صرف العملات. وهناك علاقة عكسية بين مؤشر الدولار وسعر الفائدة والذهب في العقود الآجلة أو الفورية ويلاحظ أن سعر اونصة الذهب في أول أغسطس 2024 بقيمة 2481 دولار مقابل 1979 دولار من نفس الفترة لعام 2023م وقد قفزت بعد قرار الفيدرالي الأمريكي يخفض سعر الفائدة إلي 2665 دولار ومع اتخاذ القرارات الإيجابية لسعر الفائدة سوف يكون هناك مزيد من الارتفاع في سعر الذهب.
أشار إلي العوامل ذات التأثير المستقبلي في أسعار الذهب التوترات الجيوسياسية نظراً لما تتعرض له المنطقة تجعل من الذهب أداة تحوط أفضل من الأسهم والسندات أيضا التغيرات المرتقبة في أسعار الفائدة نظراً لتراجع معدلات التضخم كأحد أدوات السياسة النقدية للبنوك المركزية إلي جانب التأثيرات المباشرة لزيادة الطلب الاستثماري من الأفراد ولذا ينصح أن يعمل الأفراد علي تكوين مدخرات ذهبية في صورة سبائك ذهبية عيار 24 كأحد ادوات الاستثمار بنسبة كبيرة لتحقيق التنوع في المحفظة الاستثمارية للتحوط من تدهور القيمة الزمنية للنقود وتحقيق السيولة المرنة. دام الذهب ملاذ المستثمرين علي مر العصور والسنين.

  أسامة زرعي.. خبير اقتصادي:  

نقترب من سيناريو 2008.. وانهيارپسوق الأسهم الأمريكية

أكد أسامة زرعي الخبير الاقتصادي أن التاريخ الاقتصادي يكشف ارتفاع أسعار الذهب مع بداية كل دورة لخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي وهو ما حدث خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية.
أضاف أن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 49% مع قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة من يوليو 2007 وحتي مارس 2008 حيث ارتفع سعر الأوقية من 670 دولار إلي 1000 دولار. كما ارتفع سعر الذهب بنسبة 23% خلال الفترة من يونيو 2019 حتي فبراير 2020 حيث ارتفعت الأوقية من 1300 دولار إلي 1600 دولار.
تابع بأن الفترة الحالية تشبه إلي حد كبير الفترة من 2007 إلي 2008 فقد بدأت سوق الأسهم الأمريكية في التحرك في مسار عرضي ومن ثم الاتجاه نحو الهبوط في أكتوبر 2007 في حين استمر الذهب في الارتفاع بمعدل متسارع. حتي انهارت سوق الأسهم الأمريكية في مارس 2008 وجرت معها كل شيء إلي الأسفل.
أضاف أن التوترات الجيوسياسية لعبت دوراً في الارتفاعات الحالية لأسعار الذهب واستمرارها سيؤدي لمزيد من الارتفاع. لاسيما مع التصعيد المحتمل بين إيران والكيان الإسرائيلي وكذلك أوكرانيا وروسيا. إضافة إلي البنوك المركزية كان لها دور في تعزيز الطلب علي الذهب خلال النصف الأول من العام الجاري.
نوه بضرورة عدم تصديق التقارير التي تتبني وقف البنوك المركزية الصينية والهندية لشراء الذهب فمؤشرات كثيرة توضح أن هذه البنوك تستخدم بعض الحيل لتعزيز احتياطاتها من الذهب دون الإفصاح لأهداف سياسية وتوقع إرتفاع الذهب خلال الفترة المقبلة.

  جون لوكا رئيس شركة سبائك ذهبية:  

التوترات الجيوسياسية سبب ارتفاع أسعار الذهب

نتوقع وصول سعر جرام عيار 21 إلي 4 آلاف جنيه بنهاية العام

أكد جون لوكا رئيس مجلس إدارة شركة جولد ايرا للسبائك الذهبية أن سعر الذهب في مصر وصل لأعلي مستوياته بسبب التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة من حرب إسرائيل علي جنوب لبنان وغزة وإيران. كل هذه التوترات جعلت البنوك المركزية في الصين والهند والولايات المتحدة تتحوط بالذهب كونه ملاذ آمن في ظل هذه الظروف.پ
أوضح أن زيادة الطلب في السوق وذهاب المستثمرين إلي الاستثمار في الذهب. جعل الذهب يصل إلي ذروته في الارتفاعات ومن المتوقع أن يصل سعر الذهب عيار 21 إلي 4000 جنيه في نهاية 2024 حال ازداد التصعيد في المنطقة. ومن المتوقع أن يرتفع أكثر من ذلك. مؤكداً أن سعر الجنيه الذهب زاد من بداية شهر سبتمبر إلي الآن بقيمة 1300 جنيه في أقل من شهر. وأستقر سعر الذهب اليوم عند ذات القيمة التي أنهي بها تداولاته أول أمس. لكي يحافظ سعر الذهب عيار 21 علي آخر ارتفاع ومن المتوقع ارتفاعه خلال الفترة المقبلة.

 هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية:  

سعر المعدن الأصفر يتجه نحو قمة تاريخية جديدة.. عالمياً

أوضح المهندس هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية أن الذهب سيغادر قمة الـ 2600 دولار للأوقية قريباً والتي حققها علي مدار عدة أسابيع مضت وتوجها إعلان الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي بخفض الفائدة علي الدولار 50 نقطة أساس. واليوم يتجه الذهب بقوة نحو تحقيق قمة جديدة حيث يكاد يقترب من 2700 دولار للأوقية وسط حالة من التوتر السياسي والعسكري في المنطقة. كما جاءت البيانات الأمريكية محفزة للذهب نحو الصعود حيث انخفض مؤشر ثقة المستهلكين خلال شهر سبتمبر ليسجل أدني مستوي منذ أغسطس.
أضاف أن مؤشر "ريتشموند" لأداء القطاع الصناعي الأمريكي عن شهر سبتمبر انخفض للمرة الثانية علي التوالي. ما يعني تباطؤ كبير في نمو الاقتصاد الأمريكي وسط تحديات سباق الرئاسة والتوترات الدولية. مما دفع المستثمرين للاتجاه بقوة نحو الذهب كملاذ آمن. مع سعي البنوك المركزية لزيادة الاحتياطي من الذهب بدلا من الاعتماد علي الدولار الذي انخفض بتأثير العوامل السابقة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل