المستحيل ليس مصريا.. خطة طموحة ذكية طورت وحدثت قواتنا المسلحة وأذرعها الطولية عقب ثورة 30 يونيو

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المستحيل ليس مصريا.. خطة طموحة ذكية طورت وحدثت قواتنا المسلحة وأذرعها الطولية عقب ثورة 30 يونيو, اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 12:29 مساءً

خبراء: تفوقنا في أكتوبر غير مفاهيم عديدة في العقيدة القتالية الغربية
الثروات الطبيعية المكتشفة في شرق المتوسط أشعلت حربا اقتصادية شرسة.. وقاطرة التنمية تحميها القوة العسكرية 
"جيوش الشمس" قادرة على حماية الوطن وصون مقدساته وسط منطقة تموج بالتحديات 

 

لأكثر من نصف قرن، بقيت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، قادرة على إبهار الخصوم والأعداء قبل الأصدقاء والحلفاء، ففي تلك المعركة الخالدة، التي قدمت عديد من المفاهيم الجديدة للعلم العسكري، أثبت جيش أم الدنيا، أن المستحيل ليس مصريا، وأن "جيوش الشمس" ملاذ الوطن الأخير وسيفه ودرعه، وسط أطماع إقليمية ودولية كانت ولا تزال، في مقدرات وموارد الدولة ومكانتها ودورها وثقلها في الشرق الأوسط، حاولت اختبار قوة المصريين العسكرية، فسحقتها الهزيمة، ليلاحقها الخزي والعار، بعد أن تحطمت كل محاولاتها وخططها وأفكارها، على صخرة الصمود والإرادة المصرية.


كيف غيرت حرب أكتوبر مفاهيم العلم العسكري؟
قدمت حرب أكتوبر 1973 عديد من المفاهيم الجديدة للعلم العسكري، إذ كانت العقيدة القتالية العسكرية الغربية أكبر المستفيدين من دروس تلك الحرب، كما يقول اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، بعدما تبنى الجانب الإسرائيلي فكر العقيدة الغربية، فيما تبنت القوات المسلحة المصرية فكرا جديدا في مفاهيم القتال، يمزج بين الفكر الشرقي التابع للعسكرية السوفيتية، مضافا إليه خبرة قتال المصريين في هذه الحرب الحديثة.

 

ويشير «فرج»، إلى تأثير حرب أكتوبر 73 في العقيدة العسكرية الغربية، مثل التكتيكات وأساليب القتال الجديدة، التي نفذتها القوات المصرية في هذه الحرب، ما دفع المحللين العسكريين إلى دراستها والاستفادة منها، ولعل ما يدعو العسكرية المصرية للفخر أن جميع المعاهد العسكرية حول العالم، خاصة ذات العقيدة الغربية، عدّت الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 73 جزءا لا يتجزأ من مناهجها الدراسية في دورات قادة السرايا والكتائب والألوية وكليات أركان حرب، وكليات الدفاع الوطني، فقد كان تفوق القوات المسلحة المصرية سببا في تغيير العديد من مفاهيم القتال في العقيدة القتالية الغربية.

 

وبحسب المفكر الاستراتيجي، فإن بشائر تأثيرات التغيير بدأت أثناء حرب الاستنزاف، بعد إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات»، حيث بدأت القوات البحرية في مختلف الدول في التوقف، تدريجيا، عن بناء المدمرات الكبيرة وحاملات الطائرات والطرادات، وبدأ الاعتماد على اللنشات السريعة الصغيرة ذات السلاح المتطور لتأمين السواحل والمياه الإقليمية. وشرعت الدول في تطوير التدريع لهذه اللنشات، وتسليحها، مع التركيز على وسائل الحرب الإلكترونية بها، والأجهزة الإلكترونية المضادة، وأجهزة الرادار والتشويش.

 

وتابع فرج: «اليوم، أصبحت الفرقاطات ولنشات الصواريخ القوة الضاربة للقوات البحرية في معظم الدول الغربية، خاصة في أعمال تأمين القطع البحرية الكبيرة. هكذا، ومع انتهاء حرب أكتوبر 1973، أعادت الدول الغربية تنظيم وتسليح قواتها البحرية، انطلاقا من الفكر الجديد للخبرة والتجربة المصرية. ومع بداية عصر إلغاء حاملات الطائرات الكبيرة، ظهر بناء حاملات المروحيات، ذات الحجم الصغير، والقوة النيرانية الكبيرة".

 

وأكمل المفكر الاستراتيجي: «تغيير المفاهيم القتالية الغربية، طال القوات الجوية، حيث إنه طبقا لمفاهيم مبادئ القتال، فإن عمل القوات الجوية كان يعتمد على عنصرين، الأول: السيادة الجوية Air Supremacy، بمعنى أن القوات الجوية تسيطر على ميدان القتال الجوي بالكامل، ولا تسمح للقوات الجوية المعادية بأي نشاط. والآخر السيطرة الجوية Air Superiority، التي تكون في ميدان القتال بالكامل، أو جزء منه، أو لوقت محدد، وفيها يمكن أن تقوم القوات الجوية المعادية بتنفيذ بعض الأعمال، وخلال حرب أكتوبر، أضافت القوات المسلحة المصرية عنصرا ثالثا في مفاهيم أسلوب استخدام القوات الجوية، هو تحييد القوات الجوية المعادية Neutralizing Enemy Air Force.

 

وأضاف فرج: «ويعنى هذا المفهوم الجديد أنه رغم أن القوات المعادية لديها قوات جوية ذات كفاءة عالية وبأعداد كبيرة تحقق لها السيطرة الجوية، فإنها لا تستطيع المشاركة في جزء من ميدان القتال. فقد ظلت القوات الجوية الإسرائيلية عاجزة عن تقديم أي عون جوى لقواتها الأرضية نتيجة لنجاح القوات المسلحة المصرية في بناء حائط للصواريخ على الضفة الغربية للقناة، يمنع القوات الجوية الإسرائيلية من توفير غطاء جوى لقواتها البرية في الهجمات المضادة ضد القوات المصرية التي اقتحمت قناة السويس».

 

وتابع المفكر الاستراتيجي: «أبلغ دليل، كان التحذير الذي أطلقه قائد القوات الجوية الإسرائيلية في أثناء الحرب لقواته بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلومترا. في رسالة مفتوحة غير مشفرة لضمان سرعة وصولها لجميع قواته، وظلت محاولات القوات البرية الإسرائيلية في تنفيذ ضرباتها المضادة للقوات المصرية التي عبرت القناة دون أي مساندة جوية. وهكذا، نجح حائط الصواريخ المصري في بتر «اليد الطولي» لجيش الدفاع الإسرائيلي».


إذا أردت السلام فاستعد للحرب
«إذا أردت السلام فاستعد للحرب».. هذا هو شعار القوات المسلحة المصرية طوال السنوات التي تلت نصر أكتوبر المجيد، لذا وضعت القاهرة عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، خطة طموحة ذكية لتطوير وتحديث القوات وأذرعها الطويلة، اعتمدت على تنويع مصادر التسليح، ونقل التكنولوجيا المتطورة للأفرع الرئيسية من قوات بحرية وجوية ودفاع جوي، ودعم القدرات القتالية والفنية للقوات بأحدث تقنية ونظم تسليح، وفق استراتيجية لبناء قوة عسكرية حديثة، قبل أن تثبت الأحداث الجارية، إن خطة تطوير أذرع القوات الطولية كانت صائبة وفي قلب الهدف، فالنيران تحاصر الحدود المصرية على كل الجبهات.

 

ومنح أخر تصنيف لمركز جلوبال فاير بور (Global Fire Power) الأمريكي، المهتم بالشأن العسكري في عام 2024، الجيش المصري، المرتبة الأولى عربيا والـ 15 عالميا، فيما تحتل إسرائيل المركز الـ 17 عالميا. وتحلل Global Fire Power البيانات حول جيوش العالم في عدة مواضيع مثل القوات البرية، الجوية والبحرية. ومنذ عام 2006 تقدم الشركة بيانات تصنيف عام لـ 145 جيشا، ويعتمد التصنيف النهائي على بيانات أكثر من 60 عاملا يتم فحصها، وتكون الدرجة المثالية 0.0.

 

وبحسب خبراء عسكريون، فإن تطوير القوات المسلحة المصرية شمل كل الأفرع الرئيسية، إذ دعمت بأحدث الأنظمة الدفاعية والمقاتلات الجوية، والغواصات وحاملات المروحيات، والدبابات، كذلك فإن التطوير شمل أنظمة اللوجستيات والدعم الإداري والحرب الإلكترونية، وأنظمة الاستطلاع وما حققته من طفرة كبيرة، مشيرين إلى وعي وقدرة القيادة السياسية على تقدير حجم المخاطر والتهديدات التي تواجها مصر.

 

ويشير الخبراء، إلى أن حقول الغاز والثروات الطبيعية المكتشفة في شرق البحر المتوسط، أشعلت حربا اقتصادية شرسة، بين أطراف إقليمية تريد سرقة ثروات المصريين، وبين القاهرة التي تحركت في صمت لحماية تلك المصالح، عبر تحديث حجم الأسلحة المطلوب دعمها للقوات، لتتناسب مع حجم المهام المطلوب تنفيذها، وسط توفر إرادة قوية لتنفيذ عملية التطوير، رغم ارتفاع أسعار الأسلحة في العالم، وفي وقت تمر به الدولة من الداخل بأزمة اقتصادية جراء الأزمات والحروب العالمية، مؤكدين أن خطة تطوير القوات المسلحة أصابت الدول المعادية بالتوتر والفزع، وأربكت خططهم وحساباتهم.

 

ولا يعتمد تصنيف موقع «جلوبال فاير بور» الأمريكي على عدد الجنود والعتاد العسكري، الذي تمتلكه وحسب، وإنما يشمل نحو 60 نقطة، مثل القوة البشرية للدولة، وقوتها الاقتصادية، التي تمكنها من تحمل التكاليف الباهظة للحرب في حال اندلاعها، ما يشير إلى أن خطة التطوير راعت في المقابل أوضاع وقدرات البلاد الاقتصادية.

 

اعتمد تسليح القوات المصرية خلال الحروب السابقة على المعدات والأسلحة السوفيتية، لكن بعد ثورة 30 يونيو، وتعمد إدارة الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما، الضغط على مصر بمنع بعض من المساعدات العسكرية، تشمل تطوير وتحديث مقاتلات «إف-16» الأمريكية وتصنيع دبابات «أبرامز» الأمريكية أيضا محليا في مصر، عمدت القاهرة على تنويع مصادر الأسلحة واتجهت لدول عديدة، وأسواق عالمية أخرى.

 

وشهدت القوات الجوية صفقات كبرى، في وقت يرى فيه الخبراء العسكريون، أن تطوير القوات الجوية بعث برسالة للعالم ولدول الإقليم، مفادها أن القاهرة جاهزة لأي انفلات أمني سواء في محيطها الداخلي أو الإقليمي، مشيرين إلى ليبيا التي تشكل أحد الحدائق الخلفية لمصر، وفي ظل أزمتها المستمرة دون أي بارقة أمل لحلها سلميا، فإن تداعياتها تمثل تحد جديد لقدرات الجيش المصري، وبالتالي جرى خطة تطوير أذرع القوت الطويلة، بسلاسة ودقة وحرفية، راعت أيضا في المقابل التحديات المستقبلية، وخارطة التحالفات الإقليمية المحتملة.

 

القوت البحرية أيضا شهدت عمليات تطوير وتحديث كبيرة، فالقاطرة الاقتصادية وعجلة تنمية الدولة التي تسير بخطى ثابتة كان لابد لها من قوة عسكرية قوية تحميها، كما يقول الخبراء العسكريون، الذي أكدوا أن تلك العمليات ساهمت في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية ومكنتها العمل في أي مسرح عملياتي أو المياه العميقة، مؤكدين أن القوات البحرية على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت، وسط التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية في الوقت الراهن، لافتين إلى أن القوات تحمي مصادر الثروات القومية بأعالي البحار، مثل حقول الغاز والبترول.


صون مقدسات الوطن
الأسبوع الماضي، شهد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بجنود الذي تنفذه إحدى وحدات الجيش الثالث الميداني باستخدام الذخيرة الحية والذي استمر لعدة أيام، بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من المحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وعدد من قادة القوات المسلحة، والدارسين بالكليات والمعاهد العسكرية والإعلاميين.

 

ونقل الفريق أول عبد المجيد صقر، تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة واعتزازه بالجهود التي يبذلها رجال القوات المسلحة لتنفيذ المهام المكلفين بها كافة، وناقش عددا من القادة والضباط المشاركين بالمشروع في أسلوب تنفيذهم لمهامهم وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة المتغيرات المفاجئة أثناء إدارة العمليات.

 

وأشاد القائد العام للقوات المسلحة، بالأداء المتميز والاستعداد القتالي العالي للعناصر المشاركة بالمشروع وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية بدقة وكفاءة عالية، مؤكداً أن القوات المسلحة بما تملكه من إمكانات وقدرات بمختلف تخصصاتها قادرة على حماية الوطن وصون مقدساته في ظل ما تموج به المنطقة من تحديات راهنة، كما أشار إلى أن ما تم تنفيذه من أنشطة ومهام تدريبية خلال المشروع يقدم رسالة طمأنة للشعب المصري العظيم على قواته المسلحة واستعدادها القتالي الدائم لحماية الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

 

تأتي تصريحات وزير الدفاع، لتؤكد على الجاهزية الدائمة والاستعداد القتالي للقوات المسلحة المصرية، وسط حرب ضروس عسكرية وأهلية تشهدها المنطقة وتحاصر الدولة المصرية من كل الاتجاهات، فيما بعثت الزيارة المفاجئة التي قام بها الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، للمنطقة الحدودية مع قطاع غزة، لتفقد الأوضاع الأمنية وإجراءات التأمين على الحدود مع قطاع غزة، برسالة واضحة للعالم أجمع أن القوات المصرية على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن وصون مقدساته وردع ما لا يرتدع إلا بالقوة الغاشمة.

 

رئيس الأركان المسلحة، تفقد خلال الزيارة المفاجئة، إجراءات التأمين على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، إذ بدأت الجولة بالمرور على القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البري. واستمع خليفة إلى شرح مفصل تضمن أسلوب العمل والتنسيق بين التخصصات كافة بما يحقق السيطرة الكاملة على خط الحدود الدولية على مدار 24 ساعة، مؤكدا أن المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلا بعد جيل.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق