آية "كل في فلك يسبحون"..  كيف تقرأها من اليمين واليسار؟!

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
آية "كل في فلك يسبحون"..  كيف تقرأها من اليمين واليسار؟!, اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024 01:50 صباحاً

والمتأمل للوحات وأعمال بكتاش سيدرك أن فنه ليس مجرد إحياء لتقليد قديم، بل هو إعادة صياغة لهذا الفن بلمسة حديثة تحمل روح العصر، ما يجعله أحد أهم الخطاطين في الوقت الحالي.


ويشارك بكتاش بمعرضه " حروف ذهبية" بالدورة الـ 11 لملتقى الشارقة للخط  الذي يضم عددا من أجمل لوحاته التي كتبت جميعها بحروف الذهب  مع العلم أن أحد هذه اللوحات اقتبس منها شعار الملتقى هذا العام وهو حرف " النون" الأخير في قوله تعالى " كل في فلك يسبحون" إذ استطاع – كما يبدو في اللوحة – بكتاش أن يقدم رسما دائريا للحرف ( النون) بشكل يحافظ على قواعد رسم الخط العربي لكنه يتضمن بعدا جماليا عبر تدويره بطريقة جمالي متكررة سبع مرات وهو عدد السموات السبع وبشكل يحمل الناظر إلى اللوحة على الدخول بشكل أعمق في معنى " يسبحون" في الآية وكأن الكتابة الدائرية للحرف هى معادلا فنيا لحالة سباحة مخلوقات الله جميعها في الأفلاك وما يعظم ذلك الطرح الفني في اللوحة والذي وصل له واستقر عليه بكتاش بعد جهد كبير كما شرح بنفسه وكما عرض في المسودات واللوحات التجريبية الأولى هو تلك البصمة التي جعلته يمكننا عبر خطوطه أن نقرأ " كل في فلك" من الاتجاهين بشكل صحيح سواء بدأنا بشكل طبيعي من اليمين أو عدنا لنبدأ القراءة من اليسار..كالآتي" ك.. ل..ف..ي..ف..ل..ك" 


قال بكتاش عن ذلك : جربت طويلا ولم تعجبني نتيجة بعض المحاولات الأولى حتى وصلت إلى في لوحة " كل في فلك يسبحون" إلى شكلها النهائي المرضي بالنسبة له وذلك بعد محاولات وتجريب طويل في رسم الحروف بطريقة تحمل روح الآية ومعانيها 
ويعد  بكتاش أحد أبرز الأسماء التي نجحت في المزج بين أصالة هذا الفن العريق وروح الابتكار المعاصر. بكتاش، المولود سنة في 1963، نجح في تحويل الحروف العربية إلى لوحات فنية تنبض بالحياة، مقدماً أعمالاً جمعت بين التقاليد الخطية العريقة والتجديد الإبداعي. ويعكس أسلوبه الفني الخاص تقديره العميق لجماليات الخط العربي الكلاسيكي وفي نفس الوقت ابتكاره لطريقة حديثة ومتجددة للتعبير الفني.


يمكن اعتبار بكتاش بحقّ شيخاً من شيوخ الخط العربي لا سيما الثلث، تدرج في تعلمه على يد كبار الخطاطين وعلى رأسهم يوسف أرغون، ثم محمد شلبي إضافةً إلى الخطاط سامي أفندي وأضرابه، وفي نظرة شاملة وعميقة على أعماله الفنية يظهر انفتاحه على مختلف المدراس الفنية وجمعه بين الأصالة والحداثة، فنراه يمزج في أعماله بين القواعد الكلاسيكية للخط العربي والإبداع الشخصي الذي يظهر في التكوينات الفنية الفريدة. 


يتميز أسلوب داود بكتاش بجمالية خاصة تأتي من قدرته الفائقة على تحقيق التوازن بين الشكل والمضمون. فقد استلهم من الخطوط الكلاسيكية مثل الكوفي والديواني، لكنه أضاف لمسة معاصرة من خلال استخدام ألوان حيوية، وتراكيب جريئة، ومفاهيم فنية متقدمة، ما جعل أعماله محط أنظار عشاق الفن حول العالم.


يقول بكتاش: "الخط العربي ليس مجرد كتابة، بل هو موسيقى بصرية تحمل في طياتها معانٍ روحانية وثقافية.  ويضيف أنا أسعى لإبراز الجمال الخفي وراء كل حرف ونقطة". يوضح أيضا:  أعتمد في أعمالي على مزج مثالي بين الخطوط والمنحنيات التي تخلق توازناً متناغماً يعبر عن انسجام الحروف، حيث يتقن الخطاط التركي استخدام الفراغات والتلاعب بها لتعزيز الجوانب الجمالية للنصوص. هذا الابتكار في التكوين يجعل أعماله ليست مجرد كتابة، بل لوحات تعبيرية تجذب العين وتستفز الفكر.


وعن الأدوات التي يستخدمها يقول أستخدم  مواد متنوعة، مثل الورق، القماش، والخشب، محاولا اضفاء بعداً جديداً على أعمالي عبر دمج تقنيات حديثة مع أسلوب تقليدي راسخ. هذه الثنائية الفنية جذبت اهتمام المتاحف والمعارض حول العالم، حيث تُعرض أعماله في العديد من الفعاليات الدولية، 


ويؤكد داود بكتاش على حرصه أن تكون أعماله حاملة لرسائل روحانية وثقافية عميقة، مؤكداً أن الخط العربي هو لغة بصرية تعبر عن هوية وثقافة الشعوب الإسلامية، وتسعى للحفاظ على هذا التراث العريق، وفي الوقت ذاته تفتح أبواباً جديدة للتعبير الفني المعاصر.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق