مع الشروق ..نتنياهو يغرق في وحل الجبهات

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق ..نتنياهو يغرق في وحل الجبهات, اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 12:10 صباحاً

مع الشروق ..نتنياهو يغرق في وحل الجبهات

نشر في الشروق يوم 14 - 10 - 2024

alchourouk
لا غزة "ركعت" واستسلمت ولا الأهداف فيها تحقّقت، ولا "حزب الله" تراجع أو فكّكته الضربات القوية ولا المستوطنين عادوا الى الشمال، حتى إيران تخلّت تقريبا عن سياسة الصبر الاستراتيجي وكشّرت عن أنيابها... هذا ما أصبح اليوم حقيقة ملموسة لشعب ولنخب واعلام الاحتلال.
أكثر من عام في جبهة غزّة، ومثلها تقريبا في جبهة لبنان والآن جبهة ايران، ولا شيء حققه الكيان الصهيوني سوى الانتصارات التكتيكية التي تقابلها هزائم استراتيجية مدوّية من هجوم ال7 من أكتوبر الى الآن.
وسيّد الموقف الآن هو الفشل الذي يرافق نتنياهو وآلته الحربية التي عاثت قتلا وتدميرا في الفلسطينيين واللبنانيين، وكلّما يتلقى الكيان صفعة عسكرية ينتقم من المدنيين دون هدف أو استراتيجية واضحة.
فشل نتنياهو ومن ورائه الكيان المحتل الذي كان حتى وقت قريب "لا يقهر"، في تحقيق تغيير بالواقع الاستراتيجي في المنطقة، يعني أنّه بدأ في الغرق في الوحل على جميع الجبهات دون خطّة أو رؤية واضحة.
ففي غزّة يعاني نتنياهو حالة فشل استراتيجي رغم الامكانيات الرهيبة التي بيده، فلا قيادة "حماس" او قدراتها العسكرية تم القضاء عليها، ولا الأسرى تمّ استعادتهم والأهم من ذلك كلّه فشل كل محاولات رسم خطة اليوم التالي في غزّة.
أمّا على جبهة لبنان فقد بات صراخ وعويل جنود جيش الاحتلال، هو العنوان الأبرز خاصة في الأيام الأخيرة أين لقّن حزب الله الاحتلال دروسا قاسية جدّا كان آخرها هجوم وادي عارة الذي لم يسبق له مثيل.
وعلى عكس الخطابات الرنانة لقيادات جيش الاحتلال عن تدمير قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية بعد الضربات الأخيرة، فإن الواقع أثبت العكس ، فلا المستوطنون عادوا الى الشمال ولا قوة الرضوان عادت الى ما وراء نهر الليطاني.
وفيما يبدو أنّه دليل على استيعاب الصدمة من وراء الاغتيالات الأخيرة التي طالت قياداته العسكرية، بدا حزب الله أشدّ تماسكا ومرونة في إدارة المعركة، بل وبتهجير مزيد المستوطنين من الشمال وضرب العمق الاسرائيلي بشدّة.
بالإضافة الى ذلك، يجرّ حزب الله الكيان المحتل الى حرب استنزاف لا يريدها الأخير، مستغلا عدم رغبته في الدخول في حرب طويلة تكون بالتوازي مع حرب غزّة لإرهاق الاحتلال عسكريا واقتصاديا وربّما الإجهاز عليه في لحظة ما.
رغم ذلك كلّه وتماديا في الغطرسة، يواصل نتنياهو الهروب الى الأمام فاتحا "جبهة الجحيم" مع ايران، التي يبدو أن صبرها الاستراتيجي قد نفد، لذلك وجّهت ضربة غير مسبوقة للاحتلال كلّفته خسائر فادحة ومرّغت اسطورته الدفاعية التي لا تقهر بالتراب.
وقد يتطوّر الأمر الى مرحلة الدمار الهائل، اذا ما اختار توجيه ضربة قوية لإيران التي توعّدت بدورها بردّ ساحق وغير مسبوق، مما قد يفجّر حربا شاملة قد تكون مقدّمة لحرب عالمية ثالثة.
نتنياهو اليوم كالثور الهائج الذي خرج الى الساحة بكل اندفاع مهاجما كل شيء يأتي أمامه بوحشية، لكن السهام بدأت تنهال عليه من كل حدب وصوب وبات ينزف ويلهث من زاوية الى أخرى، وأصبح أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواصلة الهجوم والنزيف حدّ الموت أو التراجع الى زاوية ما وفي الحالتين نقطة النهاية.
بدرالدّين السّيّاري

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق