جمعيّة "عدل ورحمة": كفى للحرب وللتعدي على كرامة الإنسان وكفى تهميشًا له

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جمعيّة "عدل ورحمة": كفى للحرب وللتعدي على كرامة الإنسان وكفى تهميشًا له, اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 11:17 صباحاً

دانت "جمعيّة عدل ورحمة"، في بيان، "الإبادة التي يتعرّض لها لبنان بسبب الحرب الشرسة التي تسرح وتمرح على أراضيه وتجرف معها الحجر والبشر وأكد أن الوضع الذي نعاني منه منذ سنة وأكثر حان له أن ينتهي،,وشدد على أن الوقائع أثبتت أنّ العُنف ليس العلاج الناجع لعالم مُفتَّتٍ، بل يشكّل الحوار والاحترام والاعتراف بالآخر، وسائل لتحقيق الرحمة والمغفرة، من أجل البحث عن خير الآخر، لذا على أفراد المجتمع وعي الأخطار، والحذر من التشرذم، والعمل معًا من أجل التفاهم على المبادئ الأساسيّة والجوهريّة، والمحافظة على القيم والمبادئ الأخلاقيّة والإنسانيّة، بهدف تثبيت الحقائق المشتركة بين أبناء الأمة والوطن".

وأضاف "كفى للحرب، كفى للتعدي على كرامة الإنسان، كفى تهميشًا له".

في السياق، اعتبر رئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني "أننا خلقنا لنعيش الحياة التي وهبنا إياها الله ولنتقاسمها مع الآخرين من خلال المحبّة والتسامُح والتعاون والتعاضُد، ونناصر بعضنا البعض، اليوم نصرخ ونتساءل: أين هي الديمقراطيّة التي تناضل وتدافع عن الإنسان الذي يتعرض للقتل والإبادة سواء في فلسطين أو لبنان أو السودان أو أوكرانيا؟ أين هي المنظمات العالمية التي تنادي بشرعة حقوق الإنسان؟".

وتابع: "انطلاقًا من الواقع الذي نعيشه في عالمنا ومنطقتنا نقول كفى، نحن قادرون على تقديم اقتراحات عملانية وعلمية وواقعية تساعدنا لنعمل مع بعضنا البعض للتوصل إلى الإنقاذ من خلال العودة إلى المبادئ والقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة والديمقراطيّة والأخوّة الإنسانيّة التي أشدّد عليها في كتابي الصادر حديثًا "عالمنا المترنح بين خريف العولمة والتحوّلات الجيوسياسيّة" لنصل إلى المُواطنة التي هي خشبة الخلاص من الجشع والأنانيّة والتسلّط والاستغلال والتفرّد في القرار".

وأشار الأب بعقليني إلى أنه في "كتابه الجديد استشف أن العالم يسير إلى بداية النهاية إذا لم نعد إلى القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة، فنحن نشهد كلّ يوم إبادة يتعرض لها الإنسان في فلسطين، وإبادة يتعرض لها الشعب اللبناني بمقوماته ووجوده وكيانه وممتلكاته، ومن يقتل الإنسان هو الإنسان نفسه. من هنا علينا الاتحاد مع بعضنا البعض لنواجه هذه الإبادة، ونركز على الأخوّة الإنسانيّة التي صدرت عنها وثيقة موقعة من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيّب".

وأكد أن "المُواطنة تجمع الشعب، لذلك نطالب بتفعيلها وإعادة إحياء شرعة حقوق الإنسان التي وقّعتها 219 دولة، بتكاتفنا مع بعضنا البعض. في هذا المجال أشير إلى أن "جمعيّة عدل ورحمة" تناضل منذ 26 سنة للحدّ من هدر الحقوق ولا يعود الإنسان يقتل أخيه الإنسان. لذا دعوت في كتابي إلى "ثورة بيضاء" مبنية على المبادئ والقيم كي ننشئ إنسانًا يواجه بمحبة وتعاون. يجب ألا نخاف ونستسلم للشر ولآلة الموت والقتل التي تحاصرنا، فنحن أقوى من الشر لأن الله الخالق أعطانا المواهب والعطايا لنناضل من أجل خير الإنسان".

وقال: "رغم العُنف والحرب والإبادة في منطقتنا وانتهاك كرامة الإنسان وحقوقه وحياته من أجل مصالح اقتصادية وسياسية، لم نفقد الأمل ونشدد على ثقافة اللاعنف القائمة على تصالح الإنسان مع ذاته واحترام الآخر وأخذ حقوقنا بطريقة سلمية، ومراعاة شرعة حقوق الإنسان والاتفاقات الدولية. بهذه الطريقة نحمي إنساننا وبلدنا تحت راية المُواطنة التي توحدنا في ظل احترام الآخر المختلف".

وأكد أن "ثمة أحاديث عن شرق أوسط جديد، من خلال الدمار والقتل وإلغاء الآخر، لذا علينا رفضه ومواجهته باللاعنف وبالطرق السلمية، ولو أن المنظمات الدولية لا تقوم بهذه المهمة المناطة بها، والاتحاد والنضال والصمود والتمسك بالرجاء والمثابرة، المطالبة بالحقوق، ونبذ اليأس والأحباط لوقف آلة الموت".

وفي ختام البيان اختصر الأب بعقليني الوضع القائم والرؤية للخروج منه بنقاط محدّدة، حيث أشار إلى "آلة الحرب الحهنمية (الذكاء الاصطناعي) المتحكّمة بمصير الشعوب والمتنقلة من منطقة إلى أخرى في العالم والتي تضخّم ثروات المتحكّمين بالعالم وتقضي على الملايين من البشر حياتيًّا وإنمائيًا هدفها الاقتصاد ونتيجتها: تفقير وتهجير وتجويع وتخويف وتيئيس".

وأوضح أن "على الرغم من الأيام السوداء التي تلفّ عالمنا وشرقنا، لا بد من التغلب على الظلم والاستبداد، بالعمل المستمرّ من أجل تثبيت الحقوق، من خلال الحوار والنضال وعدم الإحباط".

وأضاف "لا بد من "ثورة بيضاء"، أولا على الذات، ومن ثم على كلّ اعوجاج يهدّد مصير المجتمع، هدفها الانتفاضة على الأخطاء وليس الهجوم بالنار والحديد، لأن الحرب المدجّجة بالأسلحة الفتّاكة والهدّامة، بدايتها نار وآخرها دمار وقتل وعُنف وتشريد وحقد وبغض وكراهية. الضعفاء يستخدمون لغة القتال والتهديد والوعيد، أما "الثورة البيضاء" فهي لغة الأقوياء، وتطوير نحو الأفضل، لأنها بقيادة العباقرة لا الضعفاء والمرتهنين والسماسرة".

وتابع بعقليني: "لتكن أخلاقيات التضامن الإنساني هويتنا وشعارنا وهدفنا. لنقض على العُنف والأنانيّة والجشع، بالتمسك بالعدالة والمساواة والرحمة والمشاركة والمحبّة. لنتحرّر من الظلم والاستبداد والفساد والاستغلال والهيمنة واحتقار الآخر وإذلاله. لنسر معًا نحو السعادة والأمل والثقة والأمان والاستقرار والرخاء الاقتصادي".

ورأى أن "على أفراد المجتمع وعي الأخطار، والحذر من التشرذم، والعمل معًا من أجل التفاهم على المبادئ الأساسيّة والجوهريّة، والمحافظة على القيم والمبادئ الأخلاقيّة والإنسانيّة، بهدف تثبيت الحقائق المُشتركة بين أبناء الأمة والوطن".

ولفت إلى أنه "يحتاج عالمنا اليوم إلى وقفة أمام الذات لوضع الأُمور في نصابها من خلال التحدّي المُتمثل في القِيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، والابتعاد عن ثقافة الاستغلال والاستعباد واحتقار الديانات والشُعوب والحضارات والثقافات المتنوعة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق