وأكدت دراسة أجرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسيكون هناك ما يقرب من ثلاثة ملايين حالة وفاة بسبب سرطان الرئة بين الأشخاص الذين ولدوا في الفترة من 2006 إلى 2010، ولكن إذا تم حظر مبيعات التبغ لهؤلاء الـ650 مليون شخص، فمن الممكن منع نحو 1.2 مليون حالة وفاة بحلول عام 2095، حسب تقديرات البحث النموذجي المنشور في مجلة لانسيت للصحة العامة.

وتُعد الدراسة واحدة من أولى الدراسات التي تهدف إلى تقييم تأثير جيل خالٍ من التبغ، وقد استندت إلى بيانات حول حالات الإصابة بالسرطان والوفيات من 185 دولة.
 

ووجدت الأبحاث أن أكثر من 45 في المائة من وفيات سرطان الرئة بين الرجال في جميع أنحاء العالم يمكن منعها، ونحو 31 في المائة بين النساء.

وقالت إيزابيل سورجوماتارام، الباحثة في الوكالة الدولية لبحوث السرطان والمؤلفة المشاركة في الدراسة، في بيان: "يرتبط هذا الاختلاف بالتسويق الذي تستهدفه صناعة التبغ بين الجنسين على مدى العقود القليلة الماضية".

ولكن في بعض المناطق ـ أميركا الشمالية وأجزاء من أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا ـ فإن وقف مبيعات التبغ قد يمنع المزيد من الوفيات بين النساء مقارنة بالرجال، بحسب النموذج.

وكان من الممكن إنقاذ أكبر عدد من الأرواح ـ 78% ـ بين النساء في أوروبا الغربية، في حين بلغ أعلى معدل بين الرجال نحو 75% في أوروبا الوسطى والشرقية.

وحذرت الدراسة من أن "الوفيات التي قدرنا أنه لا يمكن منعها قد تكون ناجمة عن عوامل خطر أخرى مرتبطة بسرطان الرئة"، مثل تلوث الهواء أو التعرض للتدخين السلبي.

لقد تم بالفعل تنفيذ مبادرات جيل خال من التبغ في بعض البلدان، مثل نيوزيلندا وأجزاء من أستراليا والولايات المتحدة.

في عام 2022، أصبحت نيوزيلندا أول دولة تحظر بيع السجائر للأشخاص الذين ولدوا بعد عام 2008. ولكن في أواخر العام الماضي، أعلنت الحكومة المحافظة الجديدة في البلاد أنها تخطط لإلغاء هذا الإجراء.

في المقابل، دعمت حكومة حزب العمال الجديدة في المملكة المتحدة خطة رئيس الوزراء المحافظ السابق ريشي سوناك لحظر بيع السجائر لأي شخص ولد بعد يناير 2009.

ورغم ذلك، أكد مؤلفو الدراسة التي أجرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن سياسات توليد جيل خال من التبغ لم تكن كافية لمعالجة آفة التبغ الصحية، وخاصة بالنسبة للمدخنين الحاليين.

وطالبوا أيضا باتخاذ تدابير فعالة مثل زيادة الضرائب على السجائر، وتوفير المزيد من البيئات الخالية من التدخين، فضلا عن دعم الجهود الرامية إلى الإقلاع عن التدخين

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل